هذا من الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على إبطال هذا القول أشهر من أن تذكر من ذلك عموم الجهاد والترغيب فيه " قلت : وهذا القول ذكره الشيخ رحمه الله في وقت لم يكن فيه إمام ، يريد به الرد على من أبطل الجهاد بحجة أنه لا جهاد إلا بعد ظهور الإمام كقول الإمامية الرافضة! الصاحب والصاحبه حيطه وضهر وسند | فأجاب رحمه الله : " فهذه المسألة يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء في بلدة كل أهلها يهود أو نصارى ، أنهم إذا بذلوا الجزية صارت بلادهم بلاد إسلام وتسمى دار إسلام فإذا كان أهل بلدة نصارى يقولون المسيح أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلاد إسلام فبالأولى فيما أرى أن البلاد التي سألتم عنها وذكرتم حال أهلها أولى بهذا الاسم ، ومع هذا يقاتلون لإزالة مشاهد الشرك والإقرار بالتوحيد والعمل به " مما سبق نعرف معنى قول بعض العلماء: كل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي دار كفر أهـ |
---|---|
الانسان مننا علي راي سيدنا عُمر مجالوش نعمه بعد الاسلام | والشواهد من كلام أئمة الدعوة كثيرة |
فالاستعجال و التجاوب مع العواطف معول هدم لا يشعر به العاملون في الدعوة إلا بعد الفشل ، وهانحن نسمع أن كثيراً من الدعاة قد تراجع واقتنع بعد زمن بهذا الأسلوب الذي ننعته كما قال شيخنا ناصر الدين بالتصفية والتربية بعد أن كان هؤلاء المتعجلون يقولون " لحساب من يراد من السلفيّة أن تقبع في القبور، ولحساب من يراد من السلفية أن تتحول إلى دار نشر توظّف مجموعة من الكتبة الذيـن يحترفون تحقيق رسائل، جهلها لا يضر، وعلمها لا ينفع، رسائل لا يخرج تداولها - عند التدقيق - عن كونه تجارة ورق، لحساب من يراد للسلفية أن تبقى محصورة في تصفية الأحاديث ، وإلى متى ، لحساب من توضع الأيدي على آيات توحيد الإلهية، ويهمل شرك الحاكمية، ويسكت عن الطاغوت، بل ويوالى ويحبّ ويمدح".
9وقت قيام الساعة يومُ هو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، ولكن لا أحدَ يعلمُ ذلك على وجه التعيين إلا اللهُ تعالى، وقُبَيل أن تقومَ القيامة يتغير نظام الكون، ليله ونهاره، شمسه وقمره، وحتى النجوم والأفلاك، ولا يشبه هذا اليوم أيامَنا التي نحياها، حيثُ يتغيرُ بقيامها العالمان، العلوي، والسفلي، وهو يوم ذو شأن عظيم مهيب، فزمانُه لا يشبه زمانَنا ومكانه أيضاً، وسيختلُّ ميقاتُ الناس القائم على طلوع الشمس وغروبها، وفيه سيكون خرابُ الأرضِ وزوالُها | و ناس غرقانه في عرقها يوم القيامه!! اهـ وليس بين الحديثين تعارض ، فإن الساعة لن تقوم إلا على شرار الخلق ، وقد جاء تفصيل ذلك في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وفيه ذكر الدجال وفيه قال صلى الله عليه وسلم : ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى ولو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه |
---|---|
الإيمان بعلامات الساعة إنّ الإيمان بالساعة وما يسبقُها من أشراط هو تحقيق للإيمان باليوم الآخر، وهو أحدُ أركان الإيمان، وبه يُشبِع الإنسان رغبتَه الفطريه في التطلُّعِ إلى اكتشاف ما خُفي عنه، وغاب، ويستطلع أحداثَ المستقبل ووقائعَه، وتحقّقُ تلك ، والأشراط هو دليل من دلائل النبوة، وهو بمثابة التحدّي للبشر، ولا تُعرَفُ إلا بوحيٍ صادق، وبهذا الإيمان يطمئنُ قلبُ المؤمن، ويزداد يقينُه، وبه تُقام الحجّةُ على الكافرين، ويستطيعُ المؤمن بتلك العلامات معرفةَ الطرق، والكيفيات التي يمكن له بها أن يتعاملَ مع الأحداث التي سيقبل عليها العالم، والتي قد يلتبس فيها وجهُ الحقِّ | الوجه الثالث: ما حكاه الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطال أنه قال: وجدت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رضاء من العيش يصيبه ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علماً من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فعند ذلك يهلكون |