فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس ، وفرس ، وكان معهم سبعون بعيراً، ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد ، فإن كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال : كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله ، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: « ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما» | ولما تم النصر وانهزم جيش أرسل الرسول محمد ليبشرا في بانتصار وهزيمة |
---|---|
ويؤمن أن قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين أمر قطعي ثابت لا شك فيه، فقد جاء في : إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ، وفي : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ ، كما قال الرسول محمد يوم بدر: « هذا جبريل آخذُ برأس فرسه عليه أداة الحرب»، وروي عن أنه قال: «فجاء رجل من قصير أسيرًا، فقال : «يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم»، فقال الأنصاري: «أنا أسرته يا رسول الله»، فقال: « اسكت فقد أيدك الله بملك كريم»» | وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى ، حيث قال: « إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا» |
ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا»، وكانت الحرب بين قريش وبني بكر بن عبد مناة لدماء بينهم، ويعتقد أن تمثل لهم على صورة الكناني، وكان سراقة أحد أشراف ، وقال لهم: «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم بشيء تكرهونه»، فخرجوا سراعاً.
7ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: « والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» | ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: « إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل»، كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف، قال: « ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم»، كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، قال: « واسْتَبْقُوا نَبْلَكم» |
---|---|
ومثلت غزوة بدر أيضاً في الذي عرض لأول مرة في عام | ودُفن من قُتل من في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج ، ووقف الرسول محمد على القتلى من فقال: « بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس»، ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: « يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا»، فقال : «يا رسول الله! وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس، أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم |
ولما وصل جيش إلى دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية، فعن أنه قال: لما نزل وأقبل ، نظر رسول الله إلى وهو على جمل أحمر، فقال: « إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا»، وكان عتبة يقول: «يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا»، فقال : «انتفخ والله سحره أي جَبُنَ حين رأى وأصحابه، إنما وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا»، فقال : "ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف".