أيها المسلمون ومن المعلوم أن مبدأ التعاون على الخير والصلاح، وتحقيق النفع العام للبلاد والعباد، مبدأ إسلامي أصيل، ومسلك ديني قويم، ونهج اجتماعي سليم، تفرضه سنة الله في الحياة الإنسانية ، وتحتمه ضرورات الحاجيات البشرية، وتستوجبه متطلباتها اليومية، فلا يكاد بلد ومجتمع إنساني كبير أو صغير ، يستغني أفراده عن الأخذ بهذا المبدأ في تسيير حياتهم وتدبير شؤونهم، ونجاحهم في بلوغ الأهداف المتوخاة، إذ الإنسان اجتماعي بفطرته، ومدني بطبعه كما قال مفكرو الإسلام وعلماء الاجتماع، والإسلام كان سباقا في دعوته لهذا المبدأ وتوجيه النظر إليه والحث عليه، ومرغبا في ذلك بنظرة شمولية، ومفهوم واسع، فبين نوعه وأوضح هدفه، ووسع مجاله في التعاون الإيجابي المثمر، الذي يخدم الفرد والمجتمع في آن واحد، ويجلب له الخير والنفع العميم، ويحقق المصلحة العليا للعباد والبلاد، ويمكن من التقدم والرخاء، ويوفر المزيد من الرقي والازدهار، والسعادة والاستقرار، ويرفع من قدر الأمة ويعلي من شأنها، ويقوي من جانبها، ويزيدها تماسكا وترابطا، وتضامنا وتكافلا بين جميع شرائحها، سواء في المجالات الدينية الخيرة، من التعاون على بناء المساجد والمعاهد العليمة الإسلامية، والمؤسسات الخيرية، أو في المجالات الدنيوية الاجتماعية من ميادين فلاحية وصناعية وتجارية وإدارية وغيرها من الميادين الحيوية للإنسان، وبنائها على أسس متينة سليمة، وقد قال الله تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة 2 ، وروى مسلم في صحيحه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، فالمسلم جدير أكثر من غيره بأن يعي هذه الحقيقة ويتفتح عليها، ويدرك هذا الواقع المتنامي في سرعة مذهلة، ويسعى للنهوض بحياته الفردية والتعاونية والاجتماعية لوطنه ولأمته المسلمة، والدفع بها خطوات إلى الأمام من خلال ما يقوم به من علم وتثقيف وتوجيه، وعطاء وإنتاج وعمل، انطلاقا من مبادئ دينه القويم، واستنارة بشرعه الحكيم، وسعيا في تحقيق الخير والصلاح والنفع العميم لبلده ولكافة المسلمين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يد الله مع الجماعة"، وله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يجمع أمتي"، أو قال: "أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة" والحديث صحيح كما في صحيح الجامع برقم 1848
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن المراد بذلك هو رعاية الله لهم، وعنايته بهم، وأنهم في كنفه وحفظه إن كان المجتمع مجتمعًا صالحًا وعلاقته قويّةٌ مع الخالق سبحانه وتعالى عند ذلك سيحترمنا الآخرون وتتنسمون حينذاك الألطاف اللدنّيّة

يد الله مع الجماعة في المجتمعات العربية

لقد اعتبر النووي رحمه الله لزوم جماعة المسلمين وتآلف المسلمين فيما بينهم إحدى قواعد الإسلام، وهذه القاعدة التي يؤصلها النووي بناء على ما جاء في الحديث الصحيح، هي قول علماء السلف قاطبة، وسيأتي ذكر بعض النقولات عنهم مما يبين ذلك ويؤكده.

20
الدرر السنية
ويستنتج باحثون أن النزعة الفردية آخذة في الازدياد في المنطقة العربية مما يؤثر على الطريقة التي يتعامل بها الناس مع السلطة ومع بعضهم البعض
يد الله مع الجماعة
وتعتبر الفردانية النقيض المباشر للنزعة الجماعية
الشيخ الجهني : يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان
نسأل الله العلي الكريم أن يعلمنا الجماعة التي وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية هم الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ولو كانو قلة فقد قال بعض السلف : انت الجماعة ولو كنت وحدك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفه عندما سأله عن الجماعة وكان حذيفة من الصحابة المتخصصة في احاديث الفتن يقول النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث العظيم: وأما الاعتصام بحبل الله فهو التمسك بعهده, وهو اتباع كتابه العزيز, وحدوده والتأدب بأدبه
ويقول الباحث التونسي في التاريخ عبدالحميد هنية إنه اصطدم في بحثه عن إطار معرفي ونظري لدراسة سيرورة نشوء الفرد في المجتمع التونسي، بمسلّمة التعارض الجذري بين المجتمعات الشرقية والغربية، باعتبار أن الأولى منتمية إلى نموذج كلياني لا يترك هامشا لبروز الفرد ولا يعترف إلا بالجماعات والمراتبيات، وأن الثانية مؤسسة على قدسية الملكية الفردية وقيم الحرية والمساواة يد الله مع الجماعة: فإن كان المجتمع مجتمعًا صالحًا وعلاقته قويّةٌ مع الخالق سبحانه وتعالى عند ذلك سيحترمنا الآخرون وتتنسمون حينذاك الألطاف اللدنّيّة كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لصديقه أبي بكر رضي الله عنه في الغار؛ ومن ثمّ فإن الله سيكون الثالثَ إن كنا اثنين والرابعَ إنْ كنا ثلاثة، والخامسَ إنْ كنا أربعة، والسادسَ إنْ كنا خمسة، والسابعَ إنْ كنا ستة… إلخ؛ لأن الله تعالى وعد بنصر أوليائه وحمايتهم

يد الله مع الجماعة

الحديث الثالث: خطب عمر رضي الله عنه بالشام فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقامي فيكم.

الحديث الاول يد الله مع
لكن بعد مرور عشر سنوات على الثورة تخلى معظم الشباب عن تفاؤلهم بشأن مستقبل تونس لدرجة أنهم يقومون بكل ما في وسعهم لمغادرة البلاد بحثا عن فرص أوفر في الخارج
المطلب الثاني: الأدلة من السنة في الحث على الجماعة والأمر بلزومها
وهذا خاص بأمر الأحكام والمعاملات
يد الله مع الجماعة في المجتمعات العربية
فالأمر بالجماعة والائتلاف هو أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين، وأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأمته، والأمر للوجوب كما هو معلوم ومقرر في علم الأصول، وعلى قدر امتثال المؤمنين لهذا الأمر تكون سعادتهم في الدنيا، وحسن العاقبة في الآخرة