الفِرَق التي أشركت بالربوبية: هناك أقوامٌ أشركوا بالربوبية، وفِرَقٌ أشركت به، ومن هؤلاء: 1- المجوس: "الأصلية" قالوا بالأصلين: النور والظلمة، وقالوا: إن النور أزليٌّ، والظلمة محدثة | التي تحمل الرقم 1 أوّلًا والتي تحمل الرقم 2 ثانيًا والتي تحمل الرقم 3 ثالثًا، وهكذا |
---|---|
وتأمل في خلق هذه الأرض من جوهر التراب ولم تكن من الذهب أو الفضة أو الياقوت أو غير ذلك من الجواهر النفسية إذ لو كانت منها لفاتت مصالح الإنسان عليها وكذلك الحيوان 6 وتأمل العيون التي تتفجر من باطنها على نحو لا يعلمه إلا الله تعالى ثم انظر إلى تلك الأراضي المتجاورة ومع ذلك فبعضها يختلف عن بعض فمنها ما يصلح للنبات والرعي ومنها قيعان لا تصلح لشيء من ذلك 7 وفي سورة يونس - عليه السلام — يبين الرب تعالى، ويلفت أنظار العباد إلى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ولا شك أن ذلك من دلائك ربوبيته والوهيته وانه الإله المستحق للعبادة ولذلك قال تعالى: ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ |
أي كيف بُسطت ومُدت ومُهِدت، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه، والسماء التي فوق رأسه، والجبل الذي تجاهه، والأرض التي تحته، على قدرة خالق ذلك وصانعه، وأنه الرّب العظيم الخالق المالك المتصرف، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه.
7يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُوْدُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُوْنَ 18 النمل | والإنسان مفطور على اللجوء إلى ربّه تبارك وتعالى عند الشدائد، فإذا ما وقع الإنسان حتى الكافر الملحد في شدّة، أو أحدق به خطر فإن الخيالات والأوهام تتطاير من ذهنه، ويبقى ما فُطر عليه ليصيح بأعلى صوته، ومن قرارة نفسه، وعميق قلبه، مناديًا ربّه؛ ليفرّج كربته وهمّه، ويلجأ إليه وحده دون سواه |
---|---|
بيان ذلك: أن من أقر بتوحيد الربوبية وعلم أن الله سبحانه هو الرب وحده لا شريك له في ربوبيته لزمه من ذلك الإقرار أن يفرد الله بالعبادة وحده سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يصلح أن يعبد إلا من كان رباً خالقاً مالكاً مدبراً، وما دام كله لله وحده وجب أن يكون هو المعبود وحده | الدرجة الثانية: وهي مرتبةٌ للخاصة وأهل العلم وهي شهود آثار الربوبية في خَلْق الله، وهذه بحيث لا يَرَى غير الله مُؤَثِرًا في هذا الملكوت، ولو كان تأثير معلولات عن عِلَلْ، أو تأثير مُسَبَّبَاتْ عن أسباب، فإنّه يَرَى أنْ لا مؤثر في الحقيقة ولا خالق إلا الله، وينظر لذلك في الملكوت متفكّرًا، متدبّرًا |
ولا يضاف إلا في قولهم: فلان نسيب وحده، ويقال: وحده وأحده كما يقال ثناه وثلثه، ورجل وحد ووحِد ووحيد أي منفرد، وسأل عن الآحاد أهي جمع أحد؟ فقال: معاذ الله! وقال في موطن آخر أيضًا: كلما تدبّر العاقل في هذه المخلوقات، وتغلغل فكره في بدائع الكائنات علم أنها خلقت للحق بالحق، وأنها صحائف آيات، وكتب براهين، ودلالات على جميع ما أخبر به عن نفسه ووحدانيته، وما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، وأنها مدبّرات، مسخّرات، ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبّرها ومصرّفها، فتعرف أن العالَم العلويَّ والسفلي كلَّهم إليه مفتقرون، وإليه صامدون، وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات، فلا إله إلا هو ولا ربّ سواه.
13والقسم الأول والثاني يُشار إليهما بـ التوحيد العلمي الخبري | واستعين بالرب جل وعلا في بيان هذه الآيات وتوضيحها وإيضاحها مرتبة حسب ورودها في السورة الكريمة فأقول: 1- خلق السماوات والأرض: قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ |
---|---|
لم يأتِ الجواب، كأنه يريد أن تستنتج هذا أنت بعقلك، فتعرف بأن الخالق لك هو الله وحده لا شريك له | ممكن يُقسم التوحيد باعتبار آخر: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات |
ليس للأحد جمع ولكن إن جعلته جمع الواحد آحاد فهو محتمل كشاهد وأشهاد.