الثاني: صدور ما لا يقع إلا من كافر | ومن الجدير بالذكر ألا فرق بين الجادّ، والهازل، والخائف فيما سبق، إلا أن يكون مكرهًا عليه إكراهًا وقلبه مطمئنٌ بالإيمان، كما أن هذه الأمور تشمل من يمارون في القوانين الحديثة، ويعتقدون أن الإسلام من أسباب تخلف الأمة، وأن أحكامه لا تصلح للعصر الحديث |
---|---|
وأما الجناية على القلوب بمشافهة الناس بما يسوؤهم، أو بعيبهم في الغيبة، فيطلب كل من تعرض له بلسان، أو آذى قلبه بفعل من أفعاله، وليستحلّ واحدًا واحدًا منهم |
تعريف التكفير: التَّكْفِير تفعيل من الكُفْر، وهو مصدر كَفَّر، يقال: كفَّره بالتشديد تكفيرًا: نَسَبَه إلى الكفر.
11إلخ، وهذا يوصف بأنَّه كافر؛ بل هذا هو الذي عدَّ ُ مَن لَم يكفِّره أنَّه كافر | |
---|---|
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ مِنْ أَصْلِ الإِيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلاَ تُكَفِّرْهُ بِذَنْبٍ، وَلاَ تُخْرِجْهُ مِنَ الإِسْلاَمِ بِعَمَلٍ …» | وفي "الفتاوى الصغرى": الكفر شيء عظيم، فلا أجعل المؤمن كافرًا متى وجدت رواية أنه لا يكفر |
ومَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ 18 عَلَيْهِ» | قال ابن تيمية: وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وان أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة |
---|---|
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن تكفير المسلم بغير حق إثم، لكنه ليس كفرًا في كل حال | وهذا أصلٌ عظيم يجب تفهُّمه والاعتناء به؛ لأنَّ التكفير ليس حقًّا للمخلوق، يُكفِّر مَن يشاء على وَفْق هواه؛ بل يجب الرُّجوع في ذلك إلى الكتاب والسُّنَّة على فَهْم السَّلَف الصالح، فمَن كَفَّرَهُ الله ورسوله، وقامتْ عليه الحجة، فهو كافر، ومَن لا، فلا" |