قال: ثم مَن ؟ قال: أمُّك | أمة البرِّ والإحسان: إن برَّ الوالدَين حقٌّ أصيل، وفرضٌ أثِيل، لا معدَى عنه ولا تسويفَ ولا تسويل، حقيقٌ في المسرَّات والمُلمَّات، وفي جميع مراحِل الحياة، وإن عاتَبَاك لإصلاحِك استِنذارًا، فكم نحَلُوك صادِقَ الدعاءِ بالتوفيق سِرًّا وجِهارًا |
---|---|
ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله | اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما، اللهم اعز الاسلام واهد المسلمين الى الحق، واجمع كلمتهم على الخير، واكسر شوكة الظالمين، واكتب السلام والامن لعبادك أجمعين |
واشكرُوه على نعمه الباطنة والظاهرة، وعلى آلائِه المُتوافِرة المُتكاثِرة؛ تفوزوا بخير الدنيا ونعيم الآخرة.
29فمن لم يشكُر لوالدَيه لم يشكُر الله -عزّ وجل- | خطبة الجمعة عن بِرِّ الوالدين بسم اللهِ الرَّحمنِ الرّحيمِ الخطبة الأولى : إنَّ الحَمدَ للهِ نَحمدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشْكرُهُ ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِل فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا ضدَّ ولا نِدَّ لهُ، أنزلَ على قلبِ عبدِهِ وحبيبِهِ محمَّدٍ قرءانًا عربيًا مَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِ فازَ فَوْزًا عظيمًا |
---|---|
إننا حينما نتحدث عن عقوق الوالدين فإننا نتحدث عن أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، كيف لا يكون كذلك وقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً | الخطبة الثانية الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمٍ شتّى، وأكرمنا بمنحٍ عُظمى، فأعطانا آباءً وأمهاتٍ ربّنا وعلّمونا وأنفقوا علينا ونحن صغار، وأمرنا بالإحسان إليهم والبرّ بهم ونحن كبار، وأثابنا على ذلك جزيل الثواب ووعدنا بعظيم الجزاء، وحذّرنا من العقوق وبيّن لنا عاقبته، فهو والعياذ بالله من كبائر الذنوب وأشدّها خطرًا على العباد، كما جعل سبحانه الإحسان إلى الأبوين بابًا من أبواب الجنة، فهذا إياس بن معاوية يبكي عند وفاة أمّه ويقول: "كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وأغلق أحدهما" |
نحن لا ندعوك إلى الجفاء مع زوجتك أو الإساءة إليها، بل ندعوك إلى أن تؤتي كل ذي حق حقه.
17