وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في احد أحاديثه الشريفة رضا الرب من رضا الوالد وسخط الرب من سخط الوالد ويقصد هنا الوالدين | وقد أوصانا الله تعالى ورسوله بطاعة والدينا وقد تكفل ديننا الإسلامي الحنيف بحفظ حقوق الوالدين وجعل طاعتهم وبرهم سبب لرضا الرحمن عز وجل ، وقد بين لنا الإسلام أيضًا الثواب الذي يعود على الإنسان الذي يهتم ببر الأب والأم والإحسان إليها وخفض جناح الرحمة لهما أيضًا اعترافًا بعظيم فضلهما وجميلهما عليه |
---|---|
والبر من الخير، وبر الوالدين يعني أن تظهر لهما المودّة والحب، وأن تقدم لهما الاحترام والمعاملاة اللائقة، وأن تساعدهما وخاصة عند حاجتهما إليك بكل ما تستطيع من مال وجهد | أجمع العلماء وفقهاء المسلمين أن نفقة الأبناء على والديهم واجبة إذا كانا فقيرين وليسا قادرين على الكسب وكان الأبناء قادرين على عولهما والكسب |
ومن أهم الواجبات والتي ذكرت في القرآن هو الاستماع لرأيهما وعدم التضجر لسماع حديثهما والتأدب في الحديث معهما وعدم التأفف عند إعطائك نصيحتهما أو نهرهما.
إذا طلب أحدهما منك أمرًا أو طلبًا مشروعًا وجب عليك تنفيذه دون تأفف أو تردد وعلى الفور، فإذا كان لديك ما يمنع تنفيذ أوامرهم فاعتذر منهم بلطف ولباقة مع ذكر أسباب منعك التلبية | يعتبر التراجع عن يمين أو قسم قام به الأبناء وكان ذلك سببًا في إلحاق الضرر أو غضب الوالدين أحد أساليب رضا الوالدين ونيل رضاهما وذلك ما لم يُخالف هذا القسم أو اليمين أوامر الله أو يكون من وراء التراجع عنه فعل معصيةٍ ما |
---|---|
وليعلم البار بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يف بشكرهما | فبينت هذه الآيات أن واجبنا نحو الوالدين هي طاعتهم وعدم رفض أوامرهم وطلباتهم |
فعلينا خفض جناح الذل لوالدينا بالرحمة، ومحادثتهما بصوت منخفض، ومعاملتهما بلين، كما أنّ علينا مساعدتهما في أمرهما كله وإنّ شقّ علينا، والحرص على مجالستهما ومحادثتهما ومؤانستهما لئلاً يحسّا بالوحدة والضجر، والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة في حياتهما وبعد موتهما.
17قد رُوي في السنة النبوية حديث مشهور يُبرزُ أهمية رضا الوالدين بدرجة تبيّنُ أن ذلك بمنزلة الجهاد في سبيل الله، فالإنسانُ وإن كان في بعضِ حالاته يشعرُ بصعوبةِ تحصيل رضاهما وعُسر ذلك بسبب ظروفه أو طبيعته التي تخالفُ طبيعتهما إلا أنّهُ يؤجرُ على جهاد نفسه لتحقيق ذلك المَطلَبِ، ففي ذلك الفوز بدرجة المجاهدين في سبيل الله، وذلك يتجلى في الحديث الذي روي بأن رجلًا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أُجَاهِدُ؟ قالَ: لكَ أبَوَانِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَفِيهِما فَجَاهِدْ ، كما روي في حديثٍ آخر في ذلك المعنى وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: برُّ الوالدينِ يُجزئُ من الجهادِ ، والكثير من الآيات والأحاديث في أهمية بر الوالدين لو فُصّل الحديث فيها لسُطّرَت مجلّداتٌ في فضل هذه العبادة | يبذل الوالدين كل الغالي والنفيس لسعادة |
---|---|
فلا يمكن لأي شخص أن يعيش بسهولة بعيداً عنهما | وقد ضم الأب إلى التسبب في إيجاده محبته بعد وجوده، وشفقته، وتربيته بالكسب له والإنفاق عليه |
وذلك عن طريق الدعاء لهم والتصدق على أرواحهم وإيفاء عهودهما وصلة رحمهما، بالإضافة إلى المحافظة على سيرتهم الحسنة وعدم فعل ما يشينهم أو يسئ إلى سمعتهما بعد وفاتهما.
6