وَزَادَ فِيهِنّ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ " | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد: يشرع الإتيان بدعاء الركوب الدابة، إذا ركب الانسان دابته حضرا وسفرا |
---|---|
وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: | قوله: " وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ " أي: مطيقين، وقيل: مالكين |
ومن الأدعية الكثيرة التي يجعل بها المؤمن نفسهُ بين يديّ الله تعالى دُعاء الرّكوب، ونصّه: روى مسلم في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ- صلّى الله عليه وسلّم- كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: " سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ.
28اقرأ ايضًا : ادعية ركوب الدابة مكتوبة لا شك أن ركوب الانسان للدابة أو اى وسيلة مواصلات هى وضع لروحه بين يدى الله تعالى، حيث يواجه مصير غامض ومجهول حول حياته، لأنه بلا شك وسائل النقل حاليا بمختلف انواعها أصبحت تواجه العديد من المخاطر | اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَرِ ، وكآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ والأهْلِ |
---|---|
ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح | دعاء الركوب يضع المسلم نفسه وأهله بكل جوانب حياته بين الله سبحانه وتعالى؛ حيث إن الاتكال عليه وحده، وهو الحافظ لكل شيء، وما من توفيق إلا بإذنه، لذا يتجه إلى دعاء الله عز وجل، ومن ضمن هذه الأدعية دعاء الركوب، والذي لا يقتصر على ركوب السيارة فقط، بل يشمل كل ما يمكن الركوب فيه من وسائل النقل؛ جواً، وبراً، وبحراً، فيما كانوا قديماً يقولون هذا الدعاء عند ركوب الدابة؛ فهي كانت تمثل وسيلة النقل الوحيدة المتاحة آنذاك، أما اليوم فإن هذا الدعاء ينطبق عند ركوب السيارة والطائرة والسفينة، وما شابه ذلك |
قوله: " وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ " أي: راجعون إليه في الآخرة، والانقلاب الانصراف.
دعاء المُقيم للمسافر يُستحب لمن ودّع صاحباً له أراد السّفر، أن يقول له:" استودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك "، لما ثبت عنه -صلّى الله عليه وسلّم- كما في سُنن أبي داود وغيره، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ قَالَ :" كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ :" أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ " | دعاء الركوب من نعم الله سبحانه و تعالى على عباده نعمة الأنعام ، التي يستفيد الانسان من لحمها و لبنها ، و يستفيد من الدواب بالركوب على ظهرها ، فالدواب التي خلقها الله مثل الخيل و البغال و الحمير ، وفرت على الانسان التعب و النصب في التنقل ، و يدخل في مفهوم الدواب السيارات و القطارات و الطائرات و سائر وسائل النقل و السفر ، فهي تؤدي ذات الوظيفة التي تؤديها الدواب من اراحة الانسان و توفير مجهوده و تعبه في التنقل و الترحال |
---|---|
سمعنا بأن دعاء ركوب السيارة غير وارد إلا في حالة السفر فقط، بمعنى أنه في حالة ركوب السيارة من المنزل إلى العمل أو نزهة قصيرة ونحو ذلك فلا يشرع، وقد نقل لنا ذلك عن الشيخين الإمامين ابن باز وابن عثيمين | اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ |
ويبدأ القصر للمسافر بعد مغادرته لمساكن البلدة التي يسكنها، فلا يجوز له القصر وهو لا يزال في بلدته أو دار إقامته؛ لأنّ الله أباح القصر لمن ضرب في الأرض، وقبل خروجه من بلده لا يكون ضارباً في الأرض ولا مسافراً.
15