وهنا، من الجدير ذكره أن المعروف عن السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة هو استراتيجية ثابتة، لكن المختلف هو الإدارة والتكتيك والأسلوب | وقال إن "إيران اعتمدت سياسة منطقية ومدروسة لا يمكن أن تتأثر بتغيير الشخصيات في واشنطن" |
---|---|
وهناك تحديات كبيرة تنتظر المشهد الداخلي الفلسطيني، فهل يستكمل مسار الوحدة الّذي انطلق من اجتماع الأمناء العامين في بيروت، أو يتوقف قطار المصالحة، ويتلاشى الأمل الّذي انبعث بسبب إجراءات ترامب؟ وهل تكون المصالحة هي الخيار الأقرب إلى الفلسطينيين بالتوحد لمواجهة مشروعه؟ الترحيب والتهنئة الدبلوماسية خطوة روتينية في العرف السياسي، لكن لا مساحة هنا للمبالغة والذهاب بعيداً بالتعويل أو المراهنة من جديد، فما صدر من ترحيب مبالغ فيه لأكثر من شخصية رسمية فلسطينية، وما كشفته وكالة "أسوشيتد برس" عن برقية بعث بها رئيس جهاز مخابرات السلطة، اللواء ماجد فرج، إلى مكتب المرشح جو بايدن، تعهد خلالها باستقبال أموال الضرائب من الاحتلال والاستمرار بالتنسيق الأمني والمدني معها في حال فوزه بالانتخابات، يكشف الموقف الحقيقي للسلطة، بأنها لا زالت تراهن على عودة الديموقراطيين، وأن خيار المفاوضات والقرارات الدولية لا زال هو الخيار المفضل لديها، وهو خيار يتقدم على خيار تحقيق الوحدة الفلسطينية، وخصوصاً أنّ المواطن الفلسطيني لم يلمس أي إجراءات فعلية تنمّ عن حرص فلسطيني على تحقيق الوحدة وإنهاء صفحة الانقسام وطيّها | تابع كثير من العرب، كما تابع العالم، الانتخابات الأميركية ونتائجها، واضعين نصب أعينهم احتمالات التغيير في ظل إدارة أميركية جديدة لا تشبه إدارة دونالد ترامب في عجرفتها وضربها الحائط بتقاليد الديمقراطية واحترام الاتفاقات الدولية |
في حين يشير كثير من الخبراء إلى أن جو بايدن سيستعيد دور الديمقراطيين ويواصل المشاريع التي ابتدأها أوباما من خلال البحث عن حل واقعي لأبرز الإشكاليات في الشرق الأوسط، ومن أهمها الملف الإيراني والقضية الفلسطينية.
30ملف التطبيع مع إسرائيل يعد ترامب الرئيس الأكثر إنجازاً للجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فخلال حكمه نُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، فضلاً عن الاعتراف بسيادة الكيان الإسرائيلي على هضبة الجولان، وقطع المعونات الأمريكية عن الشعب والقيادة الفلسطينية، واختتم حكمه بدفع ثلاث دول عربية لتعلن التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ وهي الإمارات والبحرين والسودان | |
---|---|
بايدن وأوباما يفهمان أساسيات إجراء الحوار»، مشيراً إلى انتهاء الحقبة غير العقلانية لترامب واستخدامه للتعريفات الجمركية والعقوبات وغيرها من التكتيكات الخام لحل مشاكل الممارسات التجارية غير العادلة | وعلى الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة هي أكبر شركاء ألمانيا في التجارة، والعلاقة عبر الأطلسي مهمة للأمن الأوروبي |
فبعيدا عن تدهور القيم الأمريكية، فإن انتقال السلطة بحد ذاته دليل على أن هذه القيم باقية.
21