يتضمن التوحيد في الألوهية توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات | فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه |
---|---|
فائدة: القرآن كله دعوة للتوحيد | معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات لمحمد بن خليفة التميمي— ص: 40 |
توحيد الألوهيّة توحيد الألوهية هو التّوحيد الذي يتميّز فيه الموحّد المؤمن بالله تعالى حقيقة، وهذا التّوحيد يعني توحيد الله تعالى بأفعال العباد، أي أن يكون المسلم في سلوكه اليومي وأفعاله موحّداً لله تعالى قولاً وفعلاً، وهذا يتعلّق بجميع أفعال العباد من عبادةٍ وتوجّه وقصد ودعاء وتوسّل وخوف ورجاء، فالمسلم في أفعاله لا يشرك بالله تعالى أحداً من الأنداد.
8وسمحوا لأنفسهم أن يشتركوا في الآلهة الباطلة وتضحياتهم وتقدماتهم لأنفسهم | وهو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما، كما حصل في قصة يونس عليه السلام |
---|---|
وهم المؤمنون أيضًا بأنه وحده من بيده الأمر كله، وهو القادر وحده على تصرف أمور خلقه جميعهم بلا أي شريك في ذلك | فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه الأكمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت، وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء يوسف : من الآية 24 ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، لأنك تعبد الله رغبة ورهبة |
بألا تكون عبداً لغير الله، لا تعبد ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا شيخاً ولا أماً ولا أباً، لا تعبد إلا الله وحده، فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد، ولهذا يسمى : توحيد الألوهية، ويسمى : توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.
فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ولتوحيد الأسماء والصفات شرح الطحاوية ص: 29- 32- 41 ، تيسير العزيز الحميد ص: 23 ، قرة عيون الموحدين ص: 5 | |
---|---|
الفرق بين المفهومين إنّ الفرق بين توحيد الرّبوبيّة وتوحيد الألوهيّة هو فرقٌ واضح من عدّة وجوه، فمن ناحية الاشتقاق اللّغوي يدلّ توحيد الرّبوبيّة على الملك فيقال ربّ الشّيء أي مالكه وسيّده، بينما توحيد الألوهيّة من التّأله ويعني المستحقّ للعبادة وحده | وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية، ويدل على هذا: ما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن عتبان بن مالك الأنصاري، أن رسول الله : إن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله |
وهُو التوحيد المبني على التألُّه والعِبادة وحده لا شريك له، بحيث تتوجّه جميع العبادات لله؛ كالمحبة، والرجاء، والتوكّل، والدعاء، والرّهبة، والرغبة، والخوف، فينبغي أن تتوجّه هذه وغيرها خالصةً لله سبحانه وتعالى.