ثانيًا: وجوب التضحية بالنفس والنفيس لإِعزاز دين الله، ورفع منارة الإِسلام | سبب نزول آية: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله أورد الامام الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أنَّ هذه الآية نزلت في المنافقينَ بعد الهجرةِ بسنة، فقد جاءوا إلى -رضي الله عنه- فطلبوا منه أن يحدِّثهم عن بعض ما في التوراة بقصد الاستهزاء وليس بقصد الإيمان, فأنزل الله تعالى هذه الآية, وقال غيره من المفسِّرين أنها نزلت في المؤمنين |
---|---|
هل سورة الحديد مكية أم مدنية؟ إنَّ سورة الحديد واحدةٌ من السور المدنية التي أُنزلِتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، وَحيًا من عند الله، بواسطة جبريل -عليه السّلام-، وتقول الروايات إنّها نزلتْ بعد سورة الزلزلة، ويبلغ عدد آياتِها تسعًا وعشرين آية، وترتيبها السابعة والخمسون، فهي في الجزء السابع والعشرين والحزب الرابع والخمسين من ترتيب المصحف الشريف، ولأنها سورة مدنية فقد تناولتْ -ككثير من السور المدنية- مسائل التشريع، وتناولت أيضًا مسائل العقيدة والأخلاق والتربية | سبب نزول آية: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أورد الإمام الواحدي النيسابوري روايةً في سببِ نزول قوله تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }, فقد نزلت هذه الآية في شأن -رضي الله عنه- حين كان يجلس في مجلس النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو يظهر في حالة رثَّة أصابته بسبب شدة وفقر, فجاءه جبريل -عليه السلام- يسأل عن حال أبي بكر لم هو كذلك؟ |
قال ابن عطيّة: يشبه صدرها أن يكون مكّيًّا واللّه أعلم، ولا خلاف أنّ فيها قرآنًا مدنيًّا.
25والثاني: أنها مكية قاله ابن السائب | سبب تسمية سورة الحديد بهذا الاسم سُمِّيت سورةُ الحديدِ بهذا الاسمِ لأنَّها تناولتْ موضوع نزولِ الحديد في إحدى آياتها، وهي السورةُ التي تناولت تخصيص الحديثَ عن هذا العُنصر, فلم يُذكر مخصصًا في غير هذا الموضع من ، فكان سببًا في تسميةِ السورةِ بهذا الاسم, حيث قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّناتِ وَأَنْـزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} |
---|---|
وظاهر من سياق السورة - إلى جانب عمومية الدعوة الدائمة إلى تلك الحقيقة - أنها كانت تعالج كذلك حالة واقعة في الجماعة الإسلامية عند نزول هذه السورة في المجتمع المدني في الفترة تمتد من العام الرابع الهجري إلى ما بعد فتح مكة | ثالثًا: تصوير حقيقة الدنيا بما فيها من بهجة ومتاعٍ خادع حتى لا يغتر بها الإِنسان |
نقل في سبب نزول هذه الآيات وخصوصا الآية وإذا رأوا تجارة روايات مختلفة جميعها تخبر عن معنى واحد ، هو أنه في أحد السنوات " أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم " دحية بن خليفة " بتجارة زيت من الشام والنبي يخطب يوم الجمعة فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية أن يسبقوا إليه فلم يبق مع النبي إلا رهط فنزلت الآية فقال : " والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا " | ما هي اسباب نزول سورة الحديد، السور القرآنية وتفسيراتها من الواجب علينا إن أردنا أن نتعرف على شرحها أن نكون ملمين المامًا تامًا بأسباب النزول، فهي التي من خلالها سنتمكّن من التعرف على شرح وتفسير اي اية من الايات التي ترد في العديد من السور، سواء سورة الحديد او غيرهان فإنّ كافة السور لها اسباب نزول، ولها قصة لنزولها |
---|---|
وفي مطلع السورة مجموعة إيقاعات بالغة التأثير تواجه القلب البشري بمجموعة من صفات الله سبحانه فيها تعريف به مع الإيحاء الآسر بالخلوص له نتيجة للشعور بحقيقة الألوهية المنفردة، وسيطرتها المطلق على الوجود، ورجعة كل شيء إليها في نهاية المطاف مع نفاذ علمها إلى خبايا القلوب وذوات الصدور، واتجاه كل إليها بالعبادة والتسبيح: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ | قال خَلادٌ : وزادَ فيهِ آخرُ قال : قالوا : يا رسولَ اللهِ ، وْ ذَكَّرْتَنا ، فأنزلَ اللهُ — عزَّ وجلَّ — أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ |
هي سورة هي سورة مكية عدد آياتها ٥٢ آية ترتيبها في المصحف الشريف ٦٩، ولفظ الحاقة يدل على الشدة والصرامة عند نطقه، والحاقة من أسماء يوم القيامة التي يظهر فيها حقائق مخفية، والمتدبّر لها يعرف مدى هول عذاب الله لكل من عصى وتجبّر وتكبّر، لكلٍّ منهم نهاية مفجعة تفوق التصوُّر، وفيها عِبَر عظيمة لمن يخشى، وسيتم في هذا المقال توضيح سبب نزول سورة الحاقة والمواضيع التي ذكرتها.