وهذه الآيات لمن لدن قوله: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ إلى هذا الموضع، ذُكر أنها نـزلت في عيينة والأقرع وهن الباقيات الصالحات ، التي تبقى لأهلها في الجنة ، ما دامت السموات والأرض
سبب نزول الآية وقع خلاف بين المفسرين في سبب النزول، فقد قال بعضهم أنّها نزلت في عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ومن يُشابهما، حيث قالوا للرسول لو أبعدت هؤلاء عن نفسك لجالسناك فإن رائحتهم تؤذينا، وكان مقصدهم الفقراء من المسلمين كعمّار بن ياسر ، فأنزل تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ في محلّ جرّ نعت ل ماء

لمحة حول قول الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)

لا محلّ لها معطوفة على جملة كان من الجنّ وجملة: تتّخذونه.

6
القرآن الكريم
والواو فاعل لآدم جارّ ومجرور متعلّق ب اسجدوا ، وعلامة الجرّ الفتحة الفاء عاطفة سجدوا فعل ماض وفاعل إلّا أداة استثناء إبليس مستثنى منصوب، كان فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو من الجنّ جارّ ومجرور متعلّق بخبر كان الفاء عاطفة فسق فعل ماض، والفاعل هو عن أمر جارّ ومجرور متعلّق ب فسق بتضمينه معنى خرج عن الطاعة ربّه مضاف إليه مجرور
المال والبنون زينة الحياة الدنيا اعراب
حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدريّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اسْتَكْثِرُوا مِنَ الباقِياتِ الصَّالِحاتِ، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: المِلَّة، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: " التَّكْبِيرُ والتَّهْلِيلُ والتَّسْبِيحُ، والحَمْدُ، ولا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ"
لمحة حول قول الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: فسق
حدثني ابن البَرْقي، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: ثني ابن عَجْلان، عن عمارة بن صياد، قال: سألني سعيد بن المسيب، عن الباقيات الصالحات، فقلت: الصلاة والصيام، قال: لم تصب ، فقلت : الزكاة والحج، فقال: لم تصب، ولكنهنّ الكلمات الخمس: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالذي رُوي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويُثاب، وإن الله عزّ ذكره لم يخصص من قوله وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا بعضا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا قال: الأعمال الصالحة

فصل: إعراب الآية رقم (45):

وبهذا الإسناد : " من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه ، ثم قال : سبحان الله مائة مرة ، والحمد لله مائة مرة ، والله أكبر مائة مرة ، ولا إله إلا الله مائة مرة ، غفرت ذنوبه إلا الدماء فإنها لا تبطل " وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : والباقيات الصالحات قال : هي ذكر الله ، قول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، وتبارك الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأستغفر الله ، وصلى الله على رسول الله ، والصيام ، والصلاة ، والحج ، والصدقة ، والعتق ، والجهاد ، والصلة ، وجميع أعمال الحسنات.

إعراب المال والبنون زينة..
المال مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة والبنون الواو حرف عطف البنون اسم معطوف مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد زينة خبر مرفوع بالضمة الظاهرة الحياة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة الدنيا صفة الحياة مجرورة بالكسرة المقدرة فإن كلمة المال مرفوعة لأنها مبتدأ والضمة على آخرها هي علامة الرفع، وكلمة البنون مرفوعة أيضاً لأنها معطوفة -كما قلت- على كلمة المال التي هي مبتدأ، والمعطوف على المرفوع مرفوع لأن المعطوف تابع لما عطف عليه، وعلامة الرفع في كلمة البنون هي الواو نيابة عن الضمة لأنها من ملحقات الجمع المذكر السالم ، والجمع المذكر السالم وما ألحق به يرفع بالواو نيابة عن الضمة
تفسير قوله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة..
كما أن لكل من المرأة والرجل وظائف وتخصصات تتناسب مع ما جبل عليه كل واحد منهما من الخصال، فالرجل بطبعه شديد وقوي، فيصلح للجهاد وطلب المعيشة ونحو ذلك، والمرأة بطبعها ضعيفة رقيقة، فتصلح لتربية الأولاد وإعداد الأجيال وإعطائهم العطف والحنان، وتصلح لتدبير شؤون البيت ونحو ذلك، وهذا هو الغالب في الجنسين، ولا يقدح في ذلك أن من النساء من هي أقوى وأشجع من بعض الرجال، وأن من الرجال من هو أضعف من بعض النساء
تفسير قوله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة..
إلخ والبنون : جمع ابن
قال الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {الكهف:46}، وقال الله تعالى: أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ {الطور:39}، فهل البنون في اللغة هم الذكور دون البنات، وإذا كان كذلك يحتج غير المسلمين على كون الإسلام يفضل الذكور على الإناث كما جاء في الآية 46 من سورة الكهف، فأرجو منكم الإيضاح حتى يتسنى لي الرد عليهم؟ وجزاكم الله خيراً أي بعثناكم بعثنا كإنشائنا لكم أوّل مرّة
الواو استئنافيّة لا نافية يظلم مثل يغادر ربّك فاعل مرفوع وقال - تعالى - : إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم

المال والبنون زينة الحياة الدنيا اعراب

أى : المال والبنون زينة يتزين ويتفاخر بها كثير من الناس فى هذه الحياة الدنيا ، وإذا كان الأمر كذلك فى عرف كثير منهم.

19
تفسير قوله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة..
إعراب المال والبنون زينة..
من أقوال، وأعمال بالباقيات الصالحات لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية، بخلاف زينة الحياة الدنيا فإنها زائلة فانية
{المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدُّنيا}
أما فتحة النون الأخيرة فليست علامة إعراب بل هي فتحة ملازمة لنون جمع المذكر السالم كمسلمين ومسلمون وما ألحق به، فهي في حالة الرفع والنصب والخفض مفتوحة غالباً