الرابعة: الخلق: أي أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد | ومراده بتعلق القدرة: الخلق، على ما هو معروف عندهم من تأويل صفات الأفعال وردها إلى صفات الذات |
---|---|
قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل المشهور الذي رواه عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وفيه قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره | وللوقوف على أدلة كل مرتبة من هذه المراتب راجع كتاب القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للدكتور عبد الرحمن المحمود، أو باب القدر في كتب العقيدة الشاملة، مثل معارج القبول للشيخ حافظ حكمي، أو الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين والله أعلم |
القدر تعلق الإرادة الذاتية بالأشياء في أوقاتها الخاصة، فتعليق كل حال من أحوال الأعيان بزمان وعين وسبب معين عبارة عن القدر.
أيها المؤمنون: إن مقتضى مرتبة الخلق ومرتبة المشيئة الإلهية وإيمانك بهما ومقتضى المشيئة الإنسانية والقدرة الإنسانية وإيمانك بهما يقودنا إلى فقه سليم للقدر؛ خلاصته كما يقول علماء الكتاب والسنة: " أفعال العباد كلَّها من الطاعات والمعاصي داخلةٌ في خلق الله، وقضائه وقدره؛ فقد علم الله -عز وجل- ما سيخلقه في عباده، وعلم ما هم فاعلون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وخلقهم الله كما شاء، ومضى فيهم قدره، فعملوا على النحو الذي شاءه فيهم، وهدى الله من كتب لهم السعادة، وأضل من كتب عليهم الشقاوة، وعلم أهل الجنة ويسرهم لعمل أهلها، وعلم أهل النار ويسرهم لعمل أهلها؛ فأفعال العباد هي من الله خلقاً وإيجاداً وتقديراً، وهي من العباد فعلاً وكسباً؛ فالله هو الخالق لأفعالهم، وهم الفاعلون لها، فنؤمن بجميع نصوص الكتاب والسنة الدالة على شمول خلق الله، وقدرته على كل شيء من الأعمال والأوصاف، كما نؤمن بنصوص الكتاب والسنة الدالة على أن العباد هم الفاعلون حقيقةً للخير والشر، وعلى هذا اتفق أهل السنة والجماعة" | وأما كتابته عز وجل للأشياء، فإنَّ الله كَتَبَ مقادير الخلائق مؤخراً؛ يعني قبل خَلْقِ السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما جاء في الحديث |
---|---|
وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ قَدَرِيَّةً لإنْكَارِهِمْ الْقَدَرَ"، نعم، عافانا الله من مثل هذا الضلال في الاعتقاد، والانحراف في فهم القدر، والإلحاد في أسماء الله وصفاته، فقد بلغ بهم الأمر أن ينفوا علم الله بالأحداث قبل وقوعها | وقوله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " رواه مسلم 2653 |
الثالثة: المشيئة: وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته — سبحانه -، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.
11فالكلام على نظرة الإسلام للقضاء والقدر قد يطول قليلاً وحرصاً على الفائدة فسنبدأ بمختصر مهم في هذا الباب ثم نتبعه ببعض الشرح الذي يسمح به المقام سائلين الله النفع والقبول : اعلم وفقك الله أن حقيقة الإيمان بالقضاء هي : التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى | ولهذا، نقول في ضرب الأمثلة المتعلقة بهذه المسألة العظيمة |
---|---|
مع أن الشيخ ـ يعني ابن تيمية رحمه الله ـ حقق هذا المقام في هذا النظم، غاية التحقيق، وبين فيه الهدى من الضلال، حتى وضح الطريق، لكن الأمثلة تزيد البصير بصيرة، وتزيل عن الشاك الطالب للحق الريب والحيرة | فأما العلم فليس له أول؛ لأن علم الله تعالى صفة ذاتية، فهو أزلي لم يزل موجودا |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد سبق أن أجبنا السائل الكريم في الفتوى رقم:.
27