الثالثة: المجادلة بالتي هي أحسن: وتكون للمعاند والمعارض للحق | ثم حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من أخذ كرائم الأموال، فيحرم على جابي الزكاة أخذها، ويحرم على صاحب المال إخراج الرديء من ماله بل الوسط، لأن ذلك سبب لإخراجها بطيب نفس ونية صحيحة، فإن طابت نفسه بكريم ماله جاز ذلك |
---|---|
إن الدعوة إلى التوحيد وظيفة الرسل عليهم السلام والدليل قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} إن الدعوة إلى التوحيد أفضل الأعمال وأحسنها والدليل قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} س2 : ما مراتب الدعوة إلى الله ؟ مع الدليل | ماحكم الدعوة إلى التوحيد ؟ مع الدليل |
وهكذا نكون قد تعرفنا على التوحيد وعلى أهمية التوحيد وفضله وثمرات التوحيد.
تمهيد : الدعوة إلى التوحيد وظيفة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومن سلك سبيلهم من الدعاة المصلحين ، وهذه الدعوة لها فضائل كثيرة | أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لدعوة الناس إلى التوحيد وهو عبادة الله ومعرفته والإقبال عليه وعدم الإشراك به وللتوحيد الكثير من الفوائد والأهمية منها |
---|---|
من أهمية التوحيد بعد ما تعرفنا على التوحيد فلا بد من وجود أهمية التوحيد فتظهر أهميته من خلال العديد من الأمور، فلأجله خلق الله الخلق، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: {وما خلَقت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وهو الفطرة التي فطر الله تعالى عليها خلقه جميعًا، وذلك من خلال الميل الفطري لعبادة الله، وإفراده بالخلق والتدبير والألوهية قبل أن تطرأ الأفكار الأخرى إلى عقول الناس التي تميل بفعل الشيطان و وسواسه، فمن أجل التوحيد أخذ الله المواثيق على بني آدم بعد أن أشهدهم على ربوبيته وألوهيته، ولأجل التوحيد بعث الله الأنبياء والمرسلين إلى العالمين لتصليح ما انحرف من الفطرة السليمة التي خلقهم عليها، فلأجله نزل القرآن الكريم، وإليه يدعو الداعية إلى الله تعالى، ومن خلاله يُعرف المؤمن من الكافر | والدليل على هذه المراتب، قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ |
» قطعة من حديث في صحيح البخاري:3461.
قاتل الله أبا لهب كأنك تتكلم عن أناس آخرين إن لم تبين الأمور وتنزل ويضرب بالأمثلة تضرب الأمثلة من واقع المجتمع فلن يستفيد الناس وهذا فارق كبير بين السلفي حقا وبين السلفي الذي يهمه الكثرة السلفي الذي يهمه الكثرة ربما لا يذكر التوحيد وإن ذكره يعد الدقائق و كم جملة سيذكر يعني أي كلام — المهم — ماشي لأني إن ذكرته في الدرس سيقوم الناس عني وهنا الاختبار الحقيقي للمتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وللذي يهمه إرضاء الناس ولن يرضيهم شيئا قال الله تعالى قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يوسف — الآية 108 في هذه الآية بيان طريقة النبي والطريقة أتباعه — صلى الله عليه وسلم — بحق هذه الطريقة يقول الله له: قل: هذه طريقتي وطريقة أتباعي، ما هي؟ تجمع أربعة أصول، هذه طريقة النبي عليه الصلاة والسلام أَدْعُو إِلَى اللَّهِ أي أدعو إلى توحيده طريقة النبي الدعوة للتوحيد أولا كذلك قوله أَدْعُو إِلَى اللَّهِ أي لا إلى نفسي وهذا يتضمن الإخلاص وهي الدعوة يلازمها الاخلاص لله عز وجل أما الذي يدعو للتأثير الناس هذا يدعو لحزبه يدعو لنفسه ما يدعو إلى الله — ربما في الظاهر يدعو إلى الله لكن في حقيقة الحال إنما يدعو لنفسه فهذا يتضمن الإخلاص وهذا من الفوارق بين دعوة المرسلين ودعوة غيرهم الرسل يقولون قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وهذه الدعوة السلفية حقة السلفيون الذين تمسكوا بهدي النبي عليه الصلاة والسلام هذا شأنه لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا الأنعام — الآية 90 لا يطلبون من الناس شيئا أبدا أما الحزبيون ففي الظاهر ما يطلبون الناس لكن في الواقع طلبات كثيرة لذلك لسان حال يقولون: تعالوا إلينا تعالوا كل من هب ودب تعالوا نحن ندعوكم إلى الله هكذا يقولون — بعد أيام لما تكثر الجموع ويؤكلهم وشربهم يقول: جاء موعد الانتخابات هيا بكم إلى صناديق الانتخابات هذا السؤال أجر، هذا نوع من طلب الأجر على الدعوة إلى الله نوع من طلب الأجر هنا في الآية أجرة يعني حظوظ الدنيا نوع من طلب الأجرة على العمل الخير بعض هؤلاء مجتهد جدا في العمل الخير إطعام المساكين والأيتام والمشردين والمهجرين — ما شاء الله لكن إنما يدعو لحزبه لجماعته لذلك تجد العناية بإظهار اسم الحزب حتى إذا وقعت الواقعة الانتخابات أخذوهم جميعا إلى المعركة الانتخابية — كما يقال قال الله عَلَىٰ بَصِيرَةٍ هذه أيضا أصل عظيم من أصول دعوة النبي عليه الصلاة والسلام أنها على بصيرة وهذا فارق كبير وهو من منة الله على هذه الدعوة المباركة أنها دعوة العلم دعوة البصيرة لا بد من البصيرة في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى لا بد من طلب العلم لا بد من ضبط هذه الأصول العلمية لا سيما في باب التوحيد لا بد من ضبط الأصول والفروع أيضا الأصل الرابع — قال وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ في هذا البراءة من المشركين وإعلان ذلك دون ضعف أو مداهنة هذا فارق كبير بين أتباع النبي حقا وغيرهم الذي يتبع النبي يعلن: أنا بريء من المشركين أنا لا يجمعني مع المشركين سقف واحد أنا لا أصاحب المشركين في دعوة أما الحركيون أو بعض — كثير منهم هل يتبرؤون من المشركين؟ بل يثنون على المشركين على الرافضة وغيرهم وإخوانهم و يصاحبونهم و يذهبون معهم و يأكلونهم و يشرّبونهم إلا من رحمهم الله فمن… من أصول دعوة النبي وأتباعه أنها واضحة في قضية الشرك ما في مواربة في قضية الشرك ما في مداونة في قضية الشرك نحن قوم ندعو إلى توحيد نحن قوم نتبرأ من الشرك ما عليه الرافضة نحن بريئون منه هكذا دعوة أتباع النبي عليه الصلاة والسلام أما غيرهم تجد — حتى الذي يعرف التوحيد منهم يتحاشى أن يذكر التوحيد هذا حقق النبي — حقق هذه الصفات التي كان عليها النبي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ هذا — الله يقول لنبيه: قل هذا الكلام لا بد من إعلان هذا ومن التصريح به لذلك قال الله تبارك وتعالى قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ الرعد — الآية 36 ففي هذه الآية أن من شريف منزلة الدعوة إلى توحيد أنها طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فغاية شرف العبد وآية توفيقه أن يكون دأبه وأكبر همه الدعوة للتوحيد هذا الشرف الذي — إنما يوفق إليه الموقف — الذي يريد أن يكون على طريق النبي الله يقول أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي يريد أن يكون من أتباع النبي عليه بهذه الأصول — نسأل الله أن يجعلنا من أهلها وقوله قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ آل عمران — الآية 64 بارك الله فيكم — يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يدعو أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلى كلمة عدل — يستوي فيها الداعي والمدعو هذا معنى كلمة سواء كلمة نستوي فيها نحن وإياكم — أنتم مخاطبون بها ونحن مخاطبون بها أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا أي لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله فَإِن تَوَلَّوْا إن استجابوا كانوا مثلكم تماما هذه من بركات الإسلام ما تجد هذا دين غير دين الإسلام أي إنسان يدخل الإسلام يصبح كالمسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم لا يمتاز عليه أحد لا آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا غير آل محمد في الإسلام كلهم سواء فَإِن تَوَلَّوْا لم يستجيبوا فَإِن تَوَلَّوْا قولوا: لهم أنتم إخواننا؟ أنتم إخواننا في الإنسانية؟ أنتم مؤمنون؟ أنتم على خير؟ أنتم إبراهيمون؟ أنتم أتباع عيسى وموسى؟ لا فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ نحن متمسكون بما نحن عليه نحن ثابتون على ديننا، لن نداهنكم ولن نطلب رضاكم هذا دين الله تبارك وتعالى في هذا الثبات على… على الحق والثبات على الإسلام والثبات على التوحيد وفيه الثقة بهذا الطريق والاعتزاز بهذا الطريق، لذلك قال الله لنبيه وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ الحج — الآية 67 هذا الداعية الموفق الذي يدعو إلى أصوله إلى أصول الإسلام إلى أصول الحق بالحكمة والموعظة الحسنة مع استعمال الرفق و رحمة الخلق يدعو بوضوح هذه الأصول واضحة، لا نداهن فيها قضية التوحيد ما فيها مداهنة والله يعلمنا ويأمر نبيه بهذا فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ وهذا المعنى الذي أراده الله من سورة الكافرون الكافرون هذا إعلان براءة ليس إعلان إقرار أنتم على خير ونحن على خير ولكم دينكم دينكم طيب ونحن على ديننا — لا لَكُمْ دِينُكُمْ أي نحن بريئون منهم ولنا ديننا الذي نعتز به فهذا إعلان براءة ليس إعلان إقرار اللوثة هذه يدعو إليها هؤلاء الحركيون ومن تشبه بهم الضعف في بيان الحق مداهنة أهل الباطل وتطييب الكلام لأعداء الدين وهذا لا شك أنه أصل ينافي كل المنافاة ما عليه أتباع النبي عليه الصلاة والسلام الشاهد من الآية أمر الله لنبيه بدعوة أهل الكتاب إلى التوحيد فالدعوة إلى التوحيد دعوة عامة دعوة عامة لكل الخلق عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا — فَقَالَ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ — قَالَ فَأَرْسَلُوا… فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فقال صلى الله عليه وسلم انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ أخرجه البخاري ومسلم بارك الله فيكم — في هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة إلى التوحيد وبيان فضل الدعوة للتوحيد أمر النبي بالدعوة للتوحيد في موضعين الأول — قال ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ وأصل الإسلام التوحيد الموضع الثاني وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ وأعظم حق الله في الإسلام التوحيد وفيه فضل دعوة للتوحيد في قوله فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ بسكون الميم — وهي الإبل الحمراء وكانت أنفس أموال العرب وفي هذا الحديث فوائد كثيرة يضيق المقام عن ذكرها منها ذكر بعض دلائل النبوة صلى الله عليه وسلم ومنها بشارته بالفتح قبل وقوعه وخيبر استعصت على المسلمين أول الأمر وأيضا برء عيني علي بريقه صلى الله عليه وسلم وفيه منقبة عظيمة لعلي وفيه سمو همة الصحابة رضي الله عنهم لمقامة الآخرة وعن ابن عباس رضي الله عنه قال لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ أخرجه البخاري ومسلم ولفظ للبخاري وفي رواية فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عز وجل وفي رواية شهادة أن لا إله إلا الله في هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم الدعاة بالبداءة بالتوحيد في دعوته أرسل النبي عليه الصلاة والسلام معاذا فقال له فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ في الرواية الثانية قال فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عز وجل وفي رواية شهادة أن لا إله إلا الله في هذا أيضا ما ذكرنا من قبل، تفسير الشهادة والعبادة بأنها التوحيد — قال إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ وفيه البدء بالأهم فالمهم وفيه حجية خبر الواحد الثقة في العقيدة كما هو ظاهر وفيه تحذير من شبهات أهل الشبهات وإعداد الدعاة المؤهلين لمجادلة المشبهين لمجادلة أهل الشبهات وهذا فرض كفاية مطلوب هذا من أهل الحق أن يعتني جملة منهم بالإعداد لرد الشبهات كل الدعاة يشتغلون ببيان الحق أو ترغيب الناس بالدين، هذا مطلوب لكن لا بد من أن يكون في أهل الحق بإحكام باب الردود الوقوف لأهل البدع والعدد لأعداء الإسلام من هذه الجهة، هذا مطلوب النبي عليه الصلاة والسلام أرسل معاذا دون غيره لماذا أرسل معاذا؟ لأنه عالم وحذره مع ذلك وقال إِنَّكَ تأتي قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ يعني أهل العلم الشبهات فكن على حذر مع أنه عالم ما النبي أغفل هذا الأمر بل أوصى وحذره ففي هذا الحديث الأمر بالدعوة للتوحيد والأمر بالبداءة بالدعوة للتوحيد وعن الحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ أو ورق فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ أخرجه الترمذي نأخذ هذا الحديث سريعا قبل الاستراحة وقد تأخرت في هذا الحديث أمر الله ليحيى عليه الصلاة والسلام بأن يعمل بالتوحيد ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا به اقرأ الحديث — قال إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا النبي رسول من رسل الله يأمره الله أن يعمل بخمس كلمات وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها — أولها قال أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فالعمل بالتوحيد هذا مطلوب من كل المجتمعات ويدعى إليه في المجتمعات الإسلامية والمجتمعات غير الإسلامية يدعى إليه في المجتمع الموحد وفي المجتمع غير موحد وهذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى التوحيد إلى آخر لحظة من حياته حتى ممات وهو يحذر من الشرك ويوصي بحقوق التوحيد ففي هذا رد على الذين يقولون: إن الدعوة للتوحيد إنما تكون في المجتمع الذي يغلب عليه الشرك — لا هؤلاء ظاهر الحديث أنهم المؤمنون من بني إسرائيل حديث اختصر هنا أنهم المؤمنون من بني إسرائيل والله أمره بأن يأمرهم أول الأمر بالتوحيد — قال وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ هذا مثل عظيم في بيان ما عليه من مشرك من كفر بنعمة الله تبارك وتعالى ومن مخالفة للفطرة السليمة الآن العبد اشتراه سيده من خالص ماله دون أي شراكة ما في مال إلا كل من ماله فأتى بالعبد قال: هذا داري هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي هذه الدار أنت تعمل فيها والفلوس هذه مني وأدوات العمل مني وهذا العمل المطلوب مني فصار يعمل بفلوس الرجل وبأدواته وبداره ويأخذ الغلة يعطيها إلى رجل آخر قال فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ في أحد يرضى؟ ما أحد يرضى فكيف ترضونه مع رب العالمين؟ الذي له الفضل الأول والآخر جل وعلا الذي لا نسبة لفضل هذا السيد مع فضل الله تبارك وتعالى وفي هذا الحديث وجوب دعوة للتوحيد والبدء فيه دعوة للتوحيد والبدء بالدعوة للتوحيد حتى في المجتمعات المسلمة والمجتمعات الموحدة هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد This article was transcribed from the lecture of Shaikh Abdurrahman Muhammad ibn Musa Ali Nasr — hafizahumallah recorded in Transcribed by Abu Osamah Ad Daisamiy — may Allah forgive his sins, his parents, and his wife | أرسلت وفي هذا المقال سنشرح أهمية التوحيد في القرآن والسنة النبوية |
ولما كان التوحيد أعظم الأمور وأهمها في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه، فإن الرجل إذا علم وجب عليه العمل فإذا علم وعمل وجبت عليه الدعوة إلى توحيد رب العالمين، حتى يكون من ورثة الأنبياء، وعلى طريقهم وطريق أتباعهم، قال الحسن البصري رحمه الله لما تلا قول ربنا جل جلاله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ : "هذا حبيب الله، هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته".