وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، وقد رقاه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فالتداوي لا بأس به والنبي صلى الله عليه وسلم قال : عباد الله تَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ فالتداوي أمر مشروع لا بأس به ولا ينافي التوكل | اقرأ أيضا:وأشار إلى أن "الله الذي أمر بالتوكل عليه هو الذي أقام الكون على قانون الأخذ بالأسباب والمسببات، فمن يتوكل على الله ولا يأخذ بالأسباب شخص متمرد على هذا القانون الإلهي "الأخذ بالأسباب" |
---|---|
فهذا لا يجوز ، ولا يقوله عاقل ، هكذا يلبس الثياب الثقيلة في الشتاء للدفء لأنه يضره البرد ، وهكذا الأسباب الأخرى من إغلاق الباب خوفاً من السراق ، كذلك حمل السلاح عند الحاجة ، كل هذه أسباب مأمور بها لا تنافي التوكل ، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين في أُحُد حمل السلاح ولبس اللأمة ، وفي بدر كذلك ، وفي أُحُد ظاهر بين درعين أي لبس الدرعين ، ودخل مكة صلى الله عليه وسلم وعليه المغفر ، كل هذه أسباب فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين عليه الصلاة والسلام" انتهى |
الثاني: ما ينافي كمال التوحيد، وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح، مع الغفلة عن المسبب، وهو الله عز وجل وعدم صرف قلبه إليه، فهذا نوع من الشرك، ولا نقول شرك أكبر، لأن هذا السبب جعله الله سببًا.
6عباد الله: والتوكل على الله -جلّ وعلا- لا يتنافى مع فعل الأسباب بل فعلها من تمام التوكل، ولهذا كان سيِّد المتوكلين -عليه الصلاة والسلام- يباشر الأسباب، ويأمر بفعلها ومباشرتها، قال صلى الله عليه وسلم: " احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزن"، وقال عليه الصّلاة والسّلام للرجل الذي سأله عن ناقته قال: " أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَال: اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ"؛ فأرشده إلى فعل الأسباب | عن عمر بن الخطاب عن النَّبي -صلى الله وسلم- قال: لو أنكم تتوكّلونَ على اللهِ حقَّ توكلهِ، لرزقكُم كما يرزقُ الطيرُ، تغدُو خماصًا، وتروحُ بطانا ، يُعتبر هذا الحديث الشريف أصلاً في التوكل، وهو من أعظم الأسباب في جلب ، وفي حديث عبد الله ابن عباس، عن -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: من سرَّه أنْ يكونَ أقوى الناسِ فلْيتوكلْ على اللهِ |
---|---|
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه مستوي الطرفين لا يستحب ولا يكره ، بل هو حلال | والأصل الثاني -عباد الله-: عمل القلب؛ وهو اعتماده على الله، وحُسن التجائه إليه، وحُسن تفويضه الأمور إلى الله -جلّ وعلا- اعتماداً والتجاءً وتفويضاً، فلا يكون في القلب التفاتٌ إلى الأسباب ولا اعتماد عليها، وإنما يكون القلب معتمداً على الله -جلّ وعلا- مفوِّضاً الأمور كلّها إليه في جميع مصالح العبد الدينيّة والدنيويّة |
لما ألقي إبراهيم في النار، وفقد الأخذ بأي سبب من أسباب الدنيا، لم تنقطع صلته بالله، لا من قبل، ولا من بعد، ولا أثناء الرمي، فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ سورة آل عمران173.
9