أحسن الله إليكم، أود أن أعرف: هل هناك حكمة من ذكر المطر في القرآن الكريم بصفة العذاب والأذى، وذكر الماء والغيث بصفة الخير والبركة؟ فقد انتشرت في هذه الآونة رسالة تقول: إن كلمة المطر لا تصح، وإنما يقال: غيث أو ماء! وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ " أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ — تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ ، وَاذكُرُوهُ وَلا تَنسَوهُ ، وَاعلَمُوا أَنَّ العِلمَ التَّجرِيبيَّ الصَّحِيحَ ، لا يُعَارِضُ النَّصَّ الشَّرعِيَّ الصَّرِيحَ ، وَلَكِنَّ المَقصُودَ أَنَّ المُسلِمَ يَجِبُ أَن يَكُونَ فِيمَا عِندَ اللهِ أَشَدَّ مِنهُ يَقِينًا بما يَقُولُهُ البَشَرُ الضَّعفَاءُ ، وَإِن كَانُوا فِيهِ مُستَنِدِينَ إِلى عِلمٍ وَخِبرَةٍ ، وَمِنَ اليَقِينِ الَّذِي يَجِبُ أَن يَكُونَ عَلَيهِ المُسلِمُ وَيَعَضَّ عَلَيهِ بِالنَّوَاجِذِ ، أَنَّ ثَمَّ أَسبَابًا شَرعِيَّةً لا تَتَخَلَّفُ نَتَائِجُهَا بِأَمرِ اللهِ وَتَقدِيرِهِ ، وَمِن أَعظَمِهَا دُعَاءُ المَرءِ رَبَّهُ وَاستِسقَاؤُهُ ، وَسُؤَالُهُ الغَيثَ وَاستِنزَالُ رَحمَتِهِ ، سَوَاءٌ مَعَ المُسلِمِينَ في صَلاةِ الاستِسقَاءِ ، أَو في أَوقَاتِ الإِجَابَةِ وَأَحوَالِهَا المُختَلِفَةِ ، كَالسُّجُودِ وَدُبُرِ الصَّلاةِ ، أَو بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ ، أَو حِينَ يَجلِسُ الإِمَامُ عَلَى المِنبَرِ لِلخُطبَةِ ، أَو في آخِرِ سَاعَةٍ مِن يَومِ الجُمُعَةِ ، أَو في جَوفِ الليلِ وَوَقتِ الأَسحَارِ ، أَو عِندَ شُعُورِهِ بِالحَاجَةِ المَاسَّةِ وَاشتِدَادِ الكَربِ ، مَعَ كَثرَةِ الاستِغفَارِ قَبلَ ذَلِكَ وَفي أَثنَائِهِ وَبَعدَهُ ، وَصِدقِ التَّوبَةِ وَعِظَمِ الإِنَابَةِ ، فَاللهُ —تَعَالى - لا يُخلِفُ المِيعَادَ ، وَقَد قَالَ — تعالى - وَهُوَ أَصدَقُ القَائِلِينَ : " اُدعُوني أَستَجِبْ لَكُم " وَقَالَ - سُبحَانَهُ - : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " وَقَالَ - جَلَّ وَعَلا - : " أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ " وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَن هُودٍ - عَلَيهِ السَّلامُ - وَقَومِهِ : " وَيَا قَومِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثم تُوبُوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرَارًا وَيَزِدْكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَولَّوا مُجرِمِينَ " وَقَالَ عَن نُوحٍ - عَلَيهِ السَّلامُ - وَقَومِهِ : " فَقُلتُ استَغفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا | |
---|---|
أَمَّا بَعدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ ، اِتَّقُوا اللهَ — تَعَالى - وَاستَغفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ ، وَعَلِّقُوا القُلُوبَ بِهِ وَتَوَكَّلُوا عَلَيهِ ، وَثِقُوا بِوَعدِهِ وَفَوِّضُوا الأُمُورَ إِلَيهِ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا | مُطرنا بفضل الله ورحمته، لا علاقةَ للكواكب بهذا، وقل مثل ذلك في أولئك الذين يعتقدون، أو ربما يفعلون ذلك من باب قضاء الأوقات، يزعمون أنَّ مَن وُلد في برج كذا، أنَّه يكون من طبيعته كذا، ومَن وُلد في برج كذا يكون من طبيعته كذا، وهذا يفشو بين الشَّباب والفتيات، وهذا لا يجوز، وهو داخلٌ في الكِهانة، وذلك من ادِّعاء علم الغيب، ومن إضافة التَّدبير والتَّصرف والتَّأثير إلى هذه الأبراج، وهذا من قبيل الشِّرك |
وهذا يشمل حجاب الجدار وحجاب القماش واللباس، فلو كان الاختلاط صائغاً ما اشترط هذا الحجاب، لماذا قال الله تعالى في كتابه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ الأحزاب: من الآية33.
17الذِّكْرُ بَعْدَ نُزُولِ المَطَرِ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللـهِ ورَحْمَتِهِ | من أعمال الجاهلية، والله المستعان، سبحانك اللهم وبحمدك |
---|---|
وكره الإمامُ مالك أن يقول الرجلُ للغيم أو السَّحابة: "ما أخلقها للمطر"، يعني: ما أحراها بأن تُمطر؛ لئلا يُضاف ذلك إلى السَّحاب |
بهذا نعرف أنَّ هذه المقولة لا تصحّ: "مُطرنا بنوء كذا"، وما كان على شاكلتها، فإنَّ ذلك يكون على حالين: تارةً يكون من الكفر والشِّرك الأكبر.
1