وفي هذا السياق يقول القاضي عياض: "أي ليستا ممن تغني بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس كما قيل: الغناء وقرينة الزنا وليستا أيضًا, ممن اشتهر بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذه صنعة وكسبًا"، فهذا معنى وافٍ لكونهما تغنيان وليستا مغنيتين | |
---|---|
لما أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في ضَربِ النِّساءِ ، فسمِعَ مِنَ اللَّيلِ صوتًا عاليًا ، فقالَ : إنِّي لأسمَعُ صوتًا عاليًا! قالوا : يا رسولَ اللهِ! فبين سبحانه وتعالى أن ليس لعبده المؤمن عنده جزاء إذا أخذ صفيه يعني: محبوبه من أهل الدنيا فصبر واحتسب إلا الجنة، فالواحد من ذلك يدخل في هذا، الواحد من أولاده إذا أخذه الله قبضه فاحتسب وصبر فله الجنة، فهذا فضل عظيم، هكذا زوجته وهكذا أخوه وهكذا أبوه إلى غير ذلك | ألَا إنَّ لكُم على نسائِكُم حقًّا، ولهُنَّ عليكُم حقًّا؛ فأمَّا حقُّكُم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم مَن تَكرَهون، ولا يَأْذَنَّ في بُيوتِكُم لمَن تَكرَهون، ألَا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أنْ تُحْسِنوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطَعامِهِنَّ |
، تعاونوا على القيام بهذه المسؤولية داخل بيوتكم وخارجها، تابعوا أولادكم أينما كانوا، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر علموهم أمور دينهم، أبعدوهم عن جلساء السوء وقرناء الفساد، طهروا بيوتكم من أدوات الفساد والدمار بجميع أشكالها، في الصحيح عن معقل بن يسار — رضي الله عنه — قال: سمعت من رسول الله — صلى الله عليه وسلم — يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة رواه مسلم برقم 4834.
28يهتم الكثير من العباد الصالحين بـ جمع احاديث الرسول عن البنات التي وردت في السنة النبوية الشريفة، فكان في عصر الجاهلية عندما تولد البنات كان الآباء يتهافتون لوأدهن، حيث كان هناك اعتقاد سائد بأن البنات يجلبن العار لآبائهن لذا كانوا يتخلصون منها عند ولادتها | يتضح ذلك من خلال هذا الحديث الشريف قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ صدق رسول الله صلى الله علي و سلم … ،و الجدير بالذكر أن المقصود بعال آي أنه تكفل بها ،و وفر لها كل ما تحتاج إليه من الطعام ،و الشراب ،و الكساء ،و السكن ،و كذلك التربية الصالحة ،و الحث على التمسك بطاعة الله سبحانه و تعالى ،و التعليم ،و غير ذلك |
---|---|
إن تربية البنات بالإحسان والإتقان، وعلى منهج الرحمن…، سبيل إلى الرضوان ووقاية من حمم النيران | بالإضافة إلى ذلك كان الرجال يكرهون الفتيات، ويخافون من العار، فيتخلصون منهنّ بدفنهن وهن على قيد الحياة، وكان السبب في ذلك هو نظرة المجتمع التي لا تحترم إلا صاحب المكانة والمال والنسب، والتي ترفع شأن المادة على حق الإنسان، ولم يُطبق ذلك على المرأة وحدها، إنّما طبق على كلّ ما لا يملكُ مالًا أو مكانة وبقي هذا الحال حتى جاء الإسلام بتعاليمه وعدله ما بين النساء والرجال، ورفع من شأن المرأة |
لقد أعز الإسلام المرأة ورفع مكانتها في المجتمع ، وورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مجموعة كبيرة من التي تناولت العديد من الموضوعات الخاصة بالنساء.
2ورواه ابن جرير عنه قال: قلت لابن عباس: ما الضرب غير المبرح؟ قال: بالسواك ونحوه | لا تَكْرَهوا البَناتِ؛ فإنَّهُنَّ المُؤْنِساتُ الغَالِياتُ |
---|---|
فضل خلفة البنات في الإسلام فضل خلفة البنات في الإسلام | رواه مسلم ورد حديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ختان الإناث غير أنه ضعيف السند عن أمّ عطية الأنصارية أنّ إمرأةً في المدينة كانت تَختِن البنات، فأرشدها النبيُ الكريم إلى طريقة الختان المحمودة، حينما قال لها: لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ |
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن حب البنات عن السيدة عائشة أم المؤمنين: إنَّا كُنَّا أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا واحِدَةٌ، فأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لا واللَّهِ ما تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِن مِشْيَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ أوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هي تَضْحَكُ، فَقُلتُ لَهَا أنَا مِن بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسِّرِّ مِن بَيْنِنَا، ثُمَّ أنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟ قَالَتْ: ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أخْبَرْتِنِي، قَالَتْ: أمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فأخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أمَّا حِينَ سَارَّنِي في الأمْرِ الأوَّلِ، فإنَّه أخْبَرَنِي: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه قدْ عَارَضَنِي به العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي، فإنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أنَا لَكِ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الذي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: يا فَاطِمَةُ، ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ.
27