فيقالُ له: لكَ الذي تمنيتَ وعشرةُ أضعافِ الدنيا | يلتقي أهل الجنّة بين بعضهم البعض، ويتذاكرون فيما بينهم أخبار الحياة الدنيا، كما يذكرون نعمة الله عليهم وفضله، فيشكرونه على ذلك، ويرون الاختلاف الجوهري بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة المشبعة بالنعيم واللذّة والسعادة |
---|---|
نساء أهل الجنة: يتزوّج أهل الجنّة رجالها بنساءٍ من الحور العين لهنّ من الصفات الحسنة البهية ما يخلب العقول والألباب، وجمالهنّ لا يقتصر على الجمال الظاهريّ فقط، بل تعدّى ذلك إلى الجمال الباطنيّ، فهنّ جميلات الصفات الخَلقية، وجميلات بأخلاقهن وصفاتهنّ الخُلقية | أفلا ينبغي أن تكوني من هؤلاء السعداء الشاكرين ، الذين يرون نعمة الله العظمى عليهم في دخولهم الجنة ، ونجاتهم من النار ، وتبييض وجوههم؟! عباد الله: إنَّ الحديثَ عن الجنَّةِ، حديثٌ ذُو شجون، يحبُّه المشتاقون، ويحرصُ عليه المتقون، يقول ابنُ القيم -رحمه الله- متحدثاً عنها: "وكيفَ يَقْدرُ قدرَ دارٍ غرسَها اللهُ بيده وجعلَها مقراً لأحبابِه، وملأها من رحمتِه كرامتِه ورضوانِه، ووصفَ نعيمَها بالفوزِ العظيمِ، ومُلْكها بالملكِ الكبيرِ، وأودعَها جميعَ الخيرِ بحذافيرِه، وطهَّرها من كلِّ عيبٍ وآفةٍ ونقصٍ" انتهى كلامه رحمه الله |
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
8قال أحد السلف الصالح: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف | وبالإضافة إلى ذلك النّعيم العام للرّجال والنّساء فقد خُصّت المرأة بنعيم ترغبه بفطرتها وتهفو إليه بطبعها؛ وهو أنّ الله -سبحانه وتعالى- يجعلها أجمل من بأضعافٍ كثيرةٍ في الجنّة وِفْق ما ورد في بعض الآثار، كما أنّ الله -تبارك وتعالى- يُعيدها إلى شبابها وبكارتها كذلك، كما أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث قال: يا أمَّ فلانٍ؛ إنَّ الجنةَ لا تدخلُها عجوزٌ، قال: فولَّت تبكي، فقال: أَخبِروها أنّها لا تدخلُها وهي عجوزٌ، إنَّ اللهَ -تعالَى- يقول: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً |
---|---|
لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ ليعملَ بها بما يرضي وجه اللهِ تعالى، وأعدّ لهمْ في الآخرةِ منَ النّعيمِ والعذابِ ما كانَ جزاءً لأعمالهمْ في الدّنيا، وجعلَ الجنّةَ منْ نصيبِ المؤمنينَ الّذينَ عملوا الصّالحاتِ واتّقوا الله في الدّنيا، والجنّةُ فيها ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنُ سمعتْ ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، وسنعرضُ حديثاً في نعيمِ أهلِ الجنّةِ |
وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا، فذلك قوله عز وجل: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الأعراف:43} وروى الشيخان من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - واللفظ للبخاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة الألنجوج عود الطيب، وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا.
26