قال الألباني: صحيح دون فضل زلزلت | والمسلم لا غنى له عن الأمرين الآخرين وهما الأحكام والوعد والوعيد ، ولا يتم له معرفتهما إلا بالنظر في كتاب الله كاملاً ، ولا يمكن لمن يقف عند سورة " الصمد " أن يعرف هذين الأمرين |
---|---|
ثم قال رحمه الله : فالمعارف التي تحصل بقراءة سائر القرآن لا تحصل بمجرد قراءة هذه السورة فيكون من قرأ القرآن كله أفضل ممن قرأها ثلاث مرات من هذه الجهة لتنوع الثواب ، وإن كان قارئ قل هو الله أحد ثلاثاً يحصل له ثواب بقدر ذلك الثواب لكنه جنس واحد ليس فيه الأنواع التي يحتاج إليها العبد كمن معه ثلاثة آلاف دينار وآخر معه طعام ولباس ومساكن ونقد يعدل ثلاثة آلاف دينار فإن هذا معه ما ينتفع به في جميع أموره وذاك محتاج إلى ما مع هذا ، وإن كان ما معه يعدل ما مع هذا ، وكذلك لو كان معه طعام من أشرف الطعام يساوي ثلاثة آلاف دينار فإنه محتاج إلى لباس ومساكن وما يدفع به الضرر من السلاح والأدوية وغير ذلك مما لا يحصل بمجرد الطعام | وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال: وقد قال إسحاق بن منصور: سألت إسحاق بن راهويه عن هذا الحديث فقال لي: معناه: أن الله جعل لكلامه فضلاً على سائر الكلام، ثم فضل بعض كلامه على بعض بأن جعل لبعضه ثوابًا أضعاف ما جعل لبعض تحريضًا منه صلى الله عليه وسلم على تعليمه وكثرة قراءته، وليس معناه: أنه لو قرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات كان كأنه قرأ القرآن كله، ولو قرأها أكثر من مائتي مرة |
ومن تمام فضلها أنَّ في آياتها تعدادٌ لصفات الله تعالى، فقد روي أنَّ أحد الصّحابة -رضي الله عنهم- قد أمَّره النبيّ على سريَّة، وكان يُصلّي بأصحابه فيختم الصّلاة بقراءة ، فأخبر من كان معه من الصّحابة -رضي الله عنهم- بعد عودتهم النبيَّ -عليه الصّلاة والسّلام- بذلك، فطلب منهم أن يسألوا أميرهم عن سبب فعله هذا، فأجاب: أنَّه يحب أن يقرأها لأنّها حَوَت صفات الرّحمن، فأمر النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أن يخبروه بأنَّ الله يُحبّه لذلك، وذلك كما في رواية عائشة -رضي الله عنها- : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ ، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.
13الحمد لله أولاً : هذه بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي فيها أن سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن | ومثل هذا في الشرع : ما أعطاه الشارع لمن صلَّى صلاة واحدة في الحرم المكي ، وأنه له أجر مائة ألف صلاة ، فهل يفهم أحد من هذا الفضل الرباني أنه لا داعي للصلاة عشرات السنين لأنه صلَّى صلاة واحدة في الحرم تعدل مائة ألف صلاة ؟ |
---|---|
فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم |