خلال الحملة الانتخابية وفي الأسابيع الأولى من ولايته، وعد الرئيس جو بايدن بإنهاء الصراع في اليمن، وانعكاسًا لإجماع واشنطن بين الحزبين، فقد اعتمد نهجه على دعم عملية التفاوض التي تقودها الأمم المتحدة والضغط على المملكة العربية السعودية لإنهاء مشاركتها العسكرية النشطة داخل اليمن، ولهذه الغاية، سرعان ما عكس خطوة إدارة ترامب غير المدروسة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية وعين تيم ليندركينغ، الدبلوماسي المخضرم والمتمرس في قضية اليمن، كمبعوث خاص مكلف بدعم مفاوضات الأمم المتحدة | لم تكن تلك الاجتماعات تعني سوى أن السعودية تهيئ الحوثي ليكون شريكاً سياسياً مؤثراً في اليمن |
---|---|
جذور الصراع ووفقاً لأبحاث مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، فإن الخلاف الديني القديم بين السنة والشيعة كان السبب الرئيسي وراء العديد من النزاعات في الشرق الأوسط، بما فيها تلك النزاعات التي نشبت في لبنان وسوريا واليمن | يُحسب لبايدن أنه أدرك الحاجة إلى نهج معدل، حيث شحذت الإدارة خطابها بشأن انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان واتخذت إجراءات تهدف على وجه التحديد إلى عرقلة مواردهم المالية ومنع إمداداتهم من الأسلحة من إيران، وتشير زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن إلى إدراك متأخر بأن الضغط على السعودية لوقف عملياتها العسكرية داخل اليمن كان له عواقب سلبية على توازن القوى هناك |
من المنشآت المدنية التي باتت هدفاً لغارات التحالف وفي مقال له نشرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، يرى المرزوقي بأن التدخل في اليمن يساعد المملكة على درء التوسع الإيراني في المنطقة، والذي يشمل التدخل في سياسات الرئيس السوري، وتسليح أنصار بشار الأسد، وزيادة نفوذها ومليشياتها في المنطقة.
وأضاف مرتضى أن "غرفة عمليات العدو السعودي أصدرت تعليماتها كذلك بإيقاف أي صفقات تبادل محلية للأسرى مع العملاء خاصة إذا كانت الأعداد كبيرة" | وتأتي العملية التي شنها التحالف بعد اعتراض السعودية -يوم السبت- صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه العاصمة السعودية الرياض ومدينة جازان في الجنوب |
---|---|
برغم ذلك، وبعد خمسة أشهر، لم ينجم عن المفاوضات اي تقدم ملحوظ، والوضع العسكري على الأرض آخذ في التدهور فيما الأزمة الإنسانية في البلاد مستمرة في التعمق، وعلى العكس من ذلك، فإن حقيقة أن المجتمع الدولي قد أعاد مضاعفة جهوده للتفاوض ربما شجعت الحوثيين على الاعتقاد بأن النصر العسكري في متناول أيديهم | وهنا استدعى الأمر تدخلاً عسكرياً بقيادة السعودية لم يكن من أولوياته استعادة الدولة أو دحر الانقلاب، بل تدمير السلاح الذي وقع تحت تصرف الحوثيين |
إقرأ المزيد وقال رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى "أنصار الله"، عبد القادر المرتضى، في تصريحات لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن الطرف السعودي هو من يتحكم بمفاوضات تبادل الأسرى، مشيرا إلى أن ضباطا بالاستخبارات السعوديين كانوا حاضرين في جلسات التفاوض في عمان ويتحكمون بمجراها، وهم من يمسكون بملف الأسرى بشكل كامل لدى الطرف الآخر.
9