قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي | فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ السورة، وأنزل الله : قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ |
---|---|
فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح | التعريف بسورة الكافرون تُعدُ سورة الكافرون من ، ونزلت بعد سورة الماعون، وقبل سورة الفيل، وتُسمَّى بسورة المُقشقشة؛ أي المُبرئة من الشِّرك كما ذكر سابقاً، وسورة العبادة، وسورة الدِّين، وعددُ آياتها ستةُ آياتٍ، كما تُسمَّى أيضاً بسورة الإخلاص |
إلى قوله : فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
وسعيد بن ميناء من أوساط التابعين ، فروايته مرسلة ضعيفة | |
---|---|
هلمّ فلنعبد ما تعبد ، وتعبدْ ما نعبد ، ونُشركك في أمرنا كله ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شَرِكناك فيه ، وأخذنا بحظنا منه ; وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شَرِكتنا في أمرنا ، وأخذت منه بحظك ، فأنزل الله : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ حتى انقضت السورة |
فضل سورة الكافرون كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بسورة الكافرون في ركعتي الطَّواف، وركعتي الفجر، وعند النَّوم؛ وجاء أنَّها تعدلُ رُبع القُرآن، ، لِقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: اقْرَأْ عِندَ مَنامِكَ؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وكان السَّبب وراء عدلها لرُبع القُرآن؛ لأنَّ القُرآن مُشتملٌ على أمرٍ ونهيٍ، وينقسم الأمر والنهي إلى أعمال القُلوب والجوارح، وسورة الكافرون مُشتملةٌ على النَّهيِ عن عبادة غير الله -تعالى-، وهي جُزءٌ من الاعتقاد أي أنَّها من أفعال القُلوب، فتكون رُبع القُرآن على هذا التقسيم.
17تحميل سورة الكافرون مكتوبة بالكامل بصيغة pdf بخط الرقعة وبالرسم العثماني جاهزة للطباعة، قراءة سورة الكافرون اون لاين للأطفال برواية ورش بخط جميل وكبير، وسورة الكافرون هي سورة مكية؛ وعدد آياتها 6 آيات؛ وعدد كلماتها 27 كلمة؛ وعدد حروفها 98 حرف؛ وترتيبها في القرآن الكريم رقم 109 بعد سورة الكوثر وقبل سورة النصر، وتقع في الصفحة رقم 603 من المصحف الشريف | |
---|---|
وناسبت سورة الكافرون السُّورة التي قبلها وهي سورة الكوثر؛ إذ إنَّ الله -تعالى- أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سورة الكوثر بشكره على النِّعَم ، وجاء في سورة الكافرون الإشارة إلى الأمر بإخلاص العبادة لله، ومن مقاصد السُّورة القطع على الكافرين في أطماعهم بالمُساومة على العقيدة الصَّحيحة؛ فيكون للكافرين بذلك دينهم الذي رضوه لأنفسهم، وللمُسلمين دينهم الذي ارتضاه الله لهم وهو التَّوحيد، وسُمِّيت بسورة الكافرون لأنَّ الله أمر نبيَّه بخطاب الكافرين وإخبارهم بعدم عبادته للأصنام، كما تُسمَّى أيضاً بسورة المُنابذة، ووضعت السُّورة الحد الفاصل بين الإيمان والكُفر، وبين أهل الإيمان والكافرين | جاء في سبب نزول هذه السورة أن كفار قريش عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى ويقبلوا ما جاء به ، بشرط أن يشاركهم في عبادة آلهتهم الباطلة بعض الزمان ، فنزلت هذه السورة تقطع كل مفاوضات لا تفضي إلى تحقيق التوحيد الكامل لله رب العالمين |