تُعد العبودية لله تعالى الأساس الذي تقوم عليه طهارة القلب، إذ إنها الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه، في تطبيق ما جاء به الشرع الإسلامي الحنيف، فإما أن يعمل العبد العمل مستعينًا بربه ومتوكلًا عليه، وقاصدًا به مرضاته، ومحسنًا عمله، فيكون سببًا في رقاء منزلته عن خالقه، ورفعةً له في الدارين، وإما رُدّ عمله عليه وإن كان عظيمًا، وفي سؤالنا هذا اليوم سنتطرق للحديث عن الإحسان وعدد اركانه ، والاحسام في الإسلام هو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصا بالناس وجب تأديته على أكمل وجه وكأن صاحب العمل خبير بهذا العمل ويتابع العامل بكل دقة ، ولكن كم عدد اركان الاحسان ؟ تابع قراءة المقالة لتعرف الاجابة | الإحسان في القول: أما فيما يخص هذا الجانب من الإحسان فيتعلق بكل ما يخرجه اللسان من ألفاظ، وأقوال، لذا أمرنا الله تعالى وحتى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يكون قول الإنسان حسنا فالكلمة الطيبة يؤجر عليها المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيٍء ، وقوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، لذا سجب كبح النفس عن قول ما هو قبيح أو فير لائق، أو من شأنه أن يضر الغير |
---|---|
الإحسان في القول والعمل ما زال البحث في صدد تعريف الإحسان، وأنّ الإحسان نوعان، نوعٌ في العبادة، وقد سبق الحديث عنه، ونوعٌ مع العباد، ويكون ذلك الإحسان في القول والعمل، وهو ما يخصّ التّعامل مع الخلق والعباد، فما من قولٍ يقوله المسلم أو فعلٍ يفعله، إلّا ويجب عليه أن يخلص فيه، ويصدق، ويتقنه، سواء أكان يخصّ العباد أو العبادة، وذلك لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ"، فقد أوجب الله -تعالى- الإحسان في كلّ شيٍء؛ في أقوال العباد وأفعالهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، وقد نهى الله -تعالى- عن الفساد في كلّ شيء، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} | قالَ: فعجِبنا لَهُ، يسألُهُ ويصدِّقُهُ |
وهو للمساكين بسدِّ جوعهم، وستر عورتهم، وعدم احتقارهم وازدرائهم، وعدم المساس بهم بسوء، وإيصال النَّفع إليهم بما يستطيع، وهو لابن السَّبيل بقضاء حاجته، وسدِّ خلَّته، ورعاية ماله، وصيانة كرامته، وبإرشاده إن استرشد، وهدايته إن ضلَّ.
24حتى تتكون لديكم المعلومات حول الموضوع بشكل صحيح ومرتب وذلك حرصا على نجاحكم وتفوقكم في المواد الدراسية الخاصة بكم | ولـمَّا كان الإنسان لا يسع النَّاس بماله، أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحْسَان إلى كلِّ مخلوق، وهو الإحْسَان بالقول، فيكون في ضمن ذلك النَّهي عن الكلام القبيح للنَّاس حتى للكفَّار |
---|---|
والمراد بالتَّفضُّل: إراحة الذَّبيحة بتحديد الشَّفرة، وتعجيل إمرارها وغيره | وتتبدل الأحوال باستيلاء أهل البادية على الأمر، وتملكهم البلاد بالقهر، فتكثر أموالهم، وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان، والتفاخر به |
الإحسان يحيط الحياة كلها في علاقات العبد بربه، وبأسرته، والجماعة، وعلاقته بالبشرية بشكل عام، بل وعلاقته بالمخلوقات كلها، فكل قوانين التعامل ترجع إلى الإحسان، وقد جاء في فضل الإحسان أن رسول الله قرأ الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولأقرّ لأعينهم ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقد أعلن جل وعلا محبته لعباده المحسنين في أكثر من آية فقال الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ، وأخبر تعالى أن رحمته قريبة من المحسنين، فقال وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ، وطمأن المحسنين بأن إحسانهم محفوظ، وعملهم مشكور، وفعلهم مبرور، فقال تعالى وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ، بل أدخل السرور عليهم، وأعلن البشارة لهم، فقال في آيات كثيرة: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ، كما أن الله تعالى أعطى على الإحسان ما لم يعط على غيره فقال تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
10