وأشرفت إحدى السيّدات، فسألت إحدى العلويات، وقالت لها: من أي الأُسارى أنتن؟ فأجابتها العلوية: نحن أُسارى أهل البيت | وطلب الاِمام منه أن يسعى لتحصيل الماء إلى الاَطفال الذين صرعهم العطش فانبرى الشهم النبيل نحو أولئك الممسوخين الذين خلت قلوبهم من الرحمة والرأفة فجعل يعظهم ، ويحذّرهم من عذاب الله ونقمته ، ووجّه خطابه بعد ذلك إلى ابن سعد: «يا بن سعد هذا الحسين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قد قتلتم حبيب بن مظاهر الأسدي هو أبو القاسم، حيث نشأ في الكوفة في العراق، وهو أحد أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شهد كافة الغزوات، ورابط فيها، وسمع حديثه، وكان زعيم بني أسد في الكوفة، ومن أصحاب الحسين، ومن كتابه، كما أنّه لازم أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام، ومجموعة من الأكفاء، حيث أخذ من علومهم، وآدابهم، كما أنّه سلك طريقهم، وعرف الحبيب بالتقوى والورع، والصدق، والإيمان، وإخلاصه الشديد لأهل البيت، كما عرفت عنه شجاعته وحبّه للشهادة، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه |
---|---|
فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس | وحكم معاوية بفعلته هذه على مصير أُمة بكاملها، فأغرقها بالنكبات وأغرق نفسه وبنيه بالذحول والحروب والانقلابات، وتمّ له بذلك نقض المعاهدة إلى آخر سطر فيها |
۲ـ الأمان للعباس وإخوته عليهم السلام نادى شمر بن ذي الجوشن: أين بنو أُختنا؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعبد الله وعثمان ـ أولاد أُمّ البنين ـ بنو عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، فقالوا: «ما تريد»؟ فقال: أنتم يا بني أُختي آمنون، فقالت له الفتية: «لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له»؟! يضاف إلى ذلك، أن هذه الفتوى مثلت منطلقات لعدة فتاوى طائشة جاءت بعدها وتحمل نفس النفس.
16فعند وصولهن إلى الفرات ليجلبن الماء من المشرعة ، أردن التوجه إلى الخيام فمررن على المعركة فإذا هُن يشاهدن الجثث على المسناة قريباَ من الفرات ومتناثرة في رمضاء كربلاء فأخذن يلطمن على الخدود ويتصارخن وقلن هذهِ والله جثثُ الحسين واهلُ بيتهُ واصحابهُ | وعند حاجتهم لشرب الماء ذهبت النسوةُ لجلب الماء إلى رجالهٌن وليسقين مواشيهن |
---|---|
شاهدنا جثة الحسين وجُثث أهل بيتهِ واصحابُه | لذ عدد الجيش: أرسل عبيد الله بن زياد ـ والي الكوفة ـ ثلاثين ألف مقاتل، وقيل: أربعة آلاف مقاتل، بقيادة عمر بن سعد إلى كربلاء، لمقاتلة الإمام الحسين عليه السلام ، ووعده إن هو قتل الإمام الحسين عليه السلام يُعطيهِ مُلك الري، فوصل الجيش في اليوم الثالث من المحرّم 61 هـ إلى أرض كربلاء |
وقد خوطب النبي الأكرم في القرآن الكريم بهذه الحادثة في سورةٍ كاملة ومستقلة باسم سورة الفيل.
6وهو الذي حمل عدداً من الرؤوس الشريفة إلى يزيد، «ثمّ أمر يزيد بإحضار من أتى برأس الحسـين ومن معه، ليسألهم كيف كان قتله، فحضروا بين يديه، فقال لابن ربعي: ويلك أنا أمرتك بقتل الحسـين؟! ولم يزالوا كذلك، إلى أنْ وصل السؤال إلى الحصين بن نمير، فقال مقالتهم، ثمّ قال: أتريد أنْ أخبرك بمن قتله؟! قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : "إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين عليه السلام ، وابنته جعدة سمّت الحسن، وابنه محمّد شرك في دم الحسين عليه السلام " | |
---|---|
۳ـ مخاطبة الإمام الحسين عليه السلام أصحابه قال الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه: «أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف مصرع أبي الفضل العباس عليه السلام ولما رأى أبو الفضل عليه السلام وحدة أخيه ، وقتل أصحابه ، وأهل بيته الذين باعوا نفوسهم لله انبرى إليه يطلب الرخصة منه ليلاقي مصيره المشرق فلم يسمح له الاِمام ، وقال له بصوت حزين النبرات: «أنت صاحب لوائي.