ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ | |
---|---|
وحديث أنس بن مالك، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد ـ يعني سوطه ـ خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها "، رواه البخاري | وما ذلك إلا لأن النساء يحببن الحلى و المجوهرات ، وفي الجنة يكون حجم اللؤلؤة الواحدة فى تاجها خير من الدنيا و ما عليها - أن يمنحها الله عز وجل ثيابًا ليس لها مثيل في الدنيا، تتكون من رقائق متعددة ومن ألوان مختلفة - أما في الزواج فسيمنحها الله عز وجل فإن كانت لم تتزوج في الدنيا، فستختار هي من تحب |
فَجَعَلْناهُنَّ أَبْکاراً واقعه،٣٦ لسانهن فصيح.
والزَّوجة الصالحة فإنَّها تَدخل مع زوجها إلى الجنَّة، لقوله -تعالى-: جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم ، وعندها تتحلَّى الزَّوجة بصفاتٍ جديدةٍ لم تكن لها في الدَّنيا؛ من مثل البِكارة الدَّائمة، والشَّباب الدَّائم، والفصاحة التي تُمكِّنها من التَّعبير عن حُبِّها لزوجها، كما تَتنعَّم بالرِّضى من الله -سبحانه وتعالى- وبسلام عليها | |
---|---|
ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَتَقُولَانِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ!! فإن قيل فلم كان لفظ أزواج ، ولم يكن لفظ زوجات ؟ فالجواب عن ذلك ما ذكره الشيخ محي الدين شيخ زاده رحمه الله تعالى : " وكان الظاهر أن يقال : ولهم فيها زوجات مطهرة ؛ لأن المراد بالأزواج ههنا نساء الدنيا وحور الجنة جميعاً ، قال تعالى : إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ، عُرُبًا أَتْرَابًا ، وقال : وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ؛ فَلِمَ قيل : أزواج ؟! » لوقا 28:20-33 وأما المسيحية، فينقل العهد الجديد عن السيد المسيح وعده لأتباعه بالزوجة بل وأضعافها أي عدة زوجات في الآخرة | ولذلك فقد سألوا السيد المسيح السؤال التالي: «يَامُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ أَخٌ وَلَهُ امْرَأَةٌ، وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، يَأْخُذُ أَخُوهُ الْمَرْأَةَ وَيُقِيمُ نَسْلاً لأَخِيهِ |
ولقول حذيفة لامرأته: إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة.
ففي الواقع، يعد الإسلام أكثر الأديان والرسالات توازنا واعتدالا في جميع أموره حتى عند تناول هذا الموضوع الخاص بطبيعة النعيم الأخروي في الجنة | ثالثاً : فإن قيل : ما نثبته من الأجور للرجال نثبت مثله للنساء ولا نفرق بينهما |
---|---|
فعن ذلك نقرأ في القرآن الكريم: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ غافر 40:40 ويتبين من هذه الآية أن أشكال النعيم غير متناهية سواء بالنسبة للرجال أو النساء فلا حد لها | أما المرأة التي لم تتزوج في الدنيا ، أو التي لم يكن زوجها من أهل الجنة ، فلم يرد نص في تعيين زوج مثل هذه المرأة ، لكن هناك بعض الأقوال لأهل العلم في هذه المسألة يمكن أن يستأنس بها |
قال ابن رجب رحمه الله تعالى : " فالذي يتعين على المسلم الاعتناء به والاهتمام أن يبحث عما جاء عن الله ورسوله ، ثم يجتهد في فهم ذلك ، والوقوف على معانيه ، ثم يشتغل بالتصديق بذلك إن كان من الأمور العلمية ، وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر ، واجتناب ما ينهى عنه ، وتكون همته مصروفة بالكلية إلى ذلك ؛ لا إلى غيره.
9