وكنية جرير أبا حرزة والحرزة خيار المال | أو يكف الشعراء بعد أن قلت كلمتي الفاضلة، أم يطمعون في التعرض لي، ليقاسوا من هجائي نارًا تلفح وجوههم لفحًا؟ فالهجاء عند شديد الصلة بالفخر، فهو إذا هجا افتخر، وجعل من الفخر وسيلة لإذلال خصمه |
---|---|
وقد عدّه في "طبقات فحول الشعراء من شعراء" الطبقة السابعة لكونه من المقلّين | الملف رقم 1 PDF Title ديوان جرير Subject 810 ج ر د Keywords 83149 Author جرير Creator Adobe Acrobat 7 |
وإن اعتماد على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه، إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.
9نبذة عن نشأته حياته وسبب تسميته — كان مولده في الشهر السابع فقد رأت أمه رؤيا مزعجا علي كونها تلد جريرا وهو حبل يلف علي عنق الدابة ليخنقها فرأت أمه أنه يلتف علي عنق الناس ليقتلهم ,ولذلك قامت بالذهاب إلي العراق لتفسير تلك الرؤيا | والخيل مجليةً على حلبـان ما زال منزلنا لتغلب غالباً…………والله شرف فوقهم بنياني فاقبض يدك فإنني في مشرفٍ… |
---|---|
إلا أن شعر لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره، إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه، كما كان له أثر في معانيه وأفكاره | غير أن جرير على فحشه وإقذاعه في هجائه، كان عفيفاً في غزله، متعففاً في حياته لا يعهر ولا يشرب الخمر، ولا يشهد مجالس القيان؛ يتظاهر بالتدين والتعصب للإسلام، وكثيرا ما عيّر الأخطل بدينه، والفرزدق برقّة دينه |
رثاء خاص هذا وقد رثى نفسه حين رثى خصمه الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال: لتبك عليـه الإنـس والجـن إذ ثـوىفتى مضر، في كل غـرب ومشـرق فتى عاش يبني المجد تسعين حجةوكـان إلـى الخيـر والمجـد يرتـقـي أسلوب جرير أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة، وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة | وصلت أخباره وأشعاره الآفاق وهو لا يزال حيا، واشتغلت مصنفات به |
---|---|
ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية، فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه |