عبد العزيز آل حمد، دار العاصمة-الرياض، الطبعة الأولى، 1423هـ | Your browser does not support the video tag |
---|---|
وتوفير اللحية وإعفائها لا ينافي الجمال والتجمل لأن الجمال الحقيقي هو في موافقة الشرع والفطرة السوية ولذلك كانت اللحية شعار الأنبياء أجمل الناس وكانت اللحية هي زينة الرجل وجماله الذي يميزه عن النساء ولا شك أن لكل جنس جمال يناسبه ويلائم طبيعته قالت عائشة رضي الله عنها: والذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب | ولا شك أن الأولى تنفيذ الأمر بحسن الصحبة مع الوالدين، إلى أن يقنعهما برغبته في إطلاق لحيته اتباعا للسنة أيا كان المقصود بها |
فالقائلون بوجوب إعفائها استدلوا بحديث الصحيحين "خالفوا المشركين، وفروا اللحى، واحفوا الشوارب" واللحى بكسر اللام —وقد تضم- جمع لحية.
15وقالوا أن القائلين بالوجوب قد استدلوا بحديث أبي هريرة: «الفطرة خمسٌ: الاختِتان والاستِحداد وقصُّ الشاربِ وتقليمُ الأظفار ونتف الإبْط» متفق عليه | أ هـ المثلة بمعنى التشويه |
---|---|
والحليمي ت403 الذي ربما يكون أول من قال بالتحريم من الشافعية، قد سبقه الخطابي ت388 وقد قال بكراهة الحلق وندب التوفير في "معالم السنن" | كما رد الشافعية عليهم في استدلالهم على الوجوب بحديث "أعفوا اللحى" بأن هذا الحكم الوارد بالحديث حكم معلل أي وردت له علة وسبب وهي مخالفة المجوس و، ولما بحث العلماء عن حكم مخالفة المشركين وجدوا أنها ليست على الوجوب ، بدليل قول النبي غيّروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود ولم يقل أحد من العلماء أن صبغ الشعر واجب لأجل مخالفة اليهود |
أما من فسدت فطرتهم وصاروا يرون إعفاء اللحية نقصا وعيبا في الصورة فهؤلاء لا يلتفت إلى قولهم.
28