فالفاعل والفعل بمنزلة الابتداء والخبر، إذا قُلتَ: «قَامَ زَيدٌ» فهو بمنزلة قولك: «القَائِمُ زَيدٌ» | ويأتي هذه التقديم بمعنى التخصيص أو الحصر، أي أنَّ محمداً في الجملة السابقة قرأ كتاباً فقط، فيُستبعد مما قيل أنَّ محمداً قرأ أيضاً مقالاً أو صحيفة |
---|---|
حتى إذا قرأنا في كتب الصناعة أنَّ الفاعل يكون مجروراً، علمنا عند ذلك يقيناً أنَّها ثمان | لأنَّ معناه بذلك سيتغير وستختفي العلة وراء عمله، أي أنَّه لن يشابه الفعل المضارع، وذلك لأنَّ التصغير من خصائص الأسماء فقط |
ومن الأفعال التي لا تحتاج إلى فاعل كان الزائدة، مثل: «الوَضعُ - كَانَ - مُعَقَّدٌ ويَتَحَسَّنُ تَدرِيجِياً» أو «لَم يَتَكَلَّم - كَانَ - عَالِمٌ»، و«كَانَ» هنا غير كان الفعل الناقص أو كان الفعل التام، وهي تأتي في صيغة الفعل الماضي فقط وتتوسط بين شيئين متلازمين كالمبتدأ والخبر كما في المثال الأول والفعل والفاعل كما في المثال الثاني، وفاعل كان الزائدة غير موجود ولا يمكن أن يوجد على الإطلاق.
13ويستشهد القائلون بحذف الفاعل بحديث صحيح يُذكر فيه: « لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» ويصرّحون أنَّ فاعل «يشرب» محذوف، إذ لا يمكن أن يكون ضميراً مستتراً عائداً على «الزاني» لاختلاف المعنى، وبدلاً من هذا يُقدّرون فاعلاً محذوفاً وهو «شارب» | ويوجب تقديم المفعول به عندما يكون ضميراً منفصلاً يراد به التخصيص بحيث لو تأخر عن فعله لأصبح متصلاً، مثل « إِيَّاكَ نَعْبُدُ» فإن تأخّرَ المفعول به ستصير الجملة: «نَعبُدُكَ» وفي هذا تغيّرٌ في المعنى وضياعٌ للمعنى البلاغي وهو كما سبق الحصر والتخصيص |
---|---|
وتؤنث هذه الأفعال إذا كان المخصوص بالمدح أو الذم مؤنثاً، ولا يهم في ذلك جنس الفاعل، مثل: «نِعمَت المُدَرِّسُ فَاطِمَةُ» | ويستثني سعيد الأفغاني جمع المؤنث السالم الذي مفرده مؤنث لفظاً ولكنه مذكر تماماً في المعنى، فإنَّ التأنيث فيه جائز وليس واجباً، مثل: «ظهر الحمزات» أو «ظهرت الحمزات» لأنَّ الاسم المفرد «طلحة» قد يكون مؤنثاً لفظاً إلا أنَّه لا يدلُّ إلا على التذكير |
ويؤثِّر استتار الفاعل وتفسيره بالتمييز على المعنى العام للجملة، بحيث يخرج معناها من إلى ، فتتغير الجملة من جملة خبرية إلى إنشائية.
17وبعض هذه الآراء لا تنكر فقط أنَّ الفعل هو العامل الأصلي في رفع الفاعل، بل تنكر أيضاً إمكانية أن يرفع الفعلُ الفاعلَ | إلَّا أنَّ المسألة فيها خلاف |
---|---|
الغلامُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره | إلا أنَّ هناك خلاف شديد حول هذه المسألة |
ونجد أيضاً أن نحاة مثل ، ، يأخذون بهذا الرأي، وعندهم نائب الفاعل هو فاعل اصطلاحاً ومفهوماً.
25