بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم | |
---|---|
السادس: القدرة، فإن العاجز لا يُدعى | وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله — — من جميع الأسماء ، والصفات ، ومعانيها ، وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله ، من غير نفي لشيء منها ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، ولا تمثيل |
ثالثاً: أن لا نُشبِّهها بصفات المخلوقين، فإنَّ الله تعالى ليس كمثله شيءٌ، لا في ذاته، ولا في صفاته ولا في أفعاله.
فالدعاء مثلاً هو آكد العبادات وأعظمها؛ فالدعاء هو العبادة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو لا ينفك عن إثباتِ وفقهِ أسماء الله تعالى وصفاته | معرفة الله نوعان: ومعرفة الله نوعان: الأول: معرفة إجماليَّة، والثَّانية: المعرفة التَّفصيلية |
---|---|
وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ نَفْيِ السَّمِيِّ أَنَّ غَيْرَهُ لَا يُسَمَّى بِمِثْلِ أَسْمَائِهِ ، فَإِنَّ هُنَاكَ أَسْمَاءً مُشْتَرَكَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ، وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ إِذَا سُمِّيَ اللَّهُ بِهَا كَانَ مَعْنَاهَا مُخْتَصًّا بِهِ لَا يُشْرِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ ، فَإِنَّ الِاشْتِرَاكَ إِنَّمَا هُوَ فِي مَفْهُومِ الِاسْمِ الْكُلِّيِّ ، وَهَذَا لَا وُجُودَ لَهُ إِلَّا فِي الذِّهْنِ ، وَأَمَّا فِي الْخَارِجِ فَلَا يَكُونُ الْمَعْنَى إِلَّا جُزْئِيًّا مُخْتَصًّا ، وَذَلِكَ بِحَسَبِ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ ، فَإِنْ أُضِيفَ إِلَى الرَّبِّ كَانَ مُخْتَصًّا بِهِ لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ الْعَبْدُ ، وَإِنْ أُضِيفَ إِلَى الْعَبْدِ كَانَ مُخْتَصًّا بِهِ لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ الرَّبُّ | أَيْ : أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا ، وَتَرَكُوا وِرْدَهَا |
وأما تعريفه في الاصطلاح فهو : إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
4الرقيب: مراقبة معاملتي مع الناس الاخلاقية والمادية | |
---|---|
ومع أهمية هذا الجانب وجلالة قدره، إلا أن ثمة غفلة عنه، فنلحظ التقصير في فقه أسماء الله وصفاته، وإهمال التعبّد والدعاء بها، وضعف الالتفات إلى ما تقتضيه هذه الأسماء الحسنى من الآثار والثمرات | وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثَنَاءٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نَفْسِهِ بِمَا لَهُ مِنْ نُعُوتِ الْكَمَالِ ، وَأَوْصَافِ الْجَلَالِ ، وَحَمِيدِ الْفِعَالِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مَعْنَى الْحَمْدِ ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ |
وَخُلَاصَةُ مَا تَقَدَّمَ : أَنَّ السَّلَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُؤْمِنُونَ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ ، وَبِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا سَالِمًا مِنَ التَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ ، وَمِنَ التَّكْيِيفِ وَالتَّمْثِيلِ ، وَيَجْعَلُونَ الْكَلَامَ فِي ذَاتِ الْبَارِي وَصِفَاتِهِ بَابًا وَاحِدًا ؛ فَإِنَّ الكَلَامَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعُ الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ ، يُحْتَذَى فِيهِ حَذْوُهُ ، فَإِذَا كَانَ إِثْبَاتُ الذَّاتِ إِثْبَاتَ وُجُودٍ لَا إِثْبَاتَ تَكْيِيفٍ ؛ فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ.
24